عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا... كادَ المُعَلِّمُ أن يَكونَ رَسولا

ما قاله الشاعر أحمد شوقى ببساطة ورشاقة وبلاغة متناهية فى أبياته للمعلم هو أحد أهم أركان المنظومة التعليمية، ولا نجاح لتلك المنظومة فى أى بلد كان دون المعلم، ولا أمل فى تقدم الأمم دون العلم والتعليم، ومن غير المقبول أو المنطق أن نرى هذا الفيديو المشين الذى تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعى الذى يهدم ويهدر كل القيم، ولنا جميعا أن نفزع وننتبه لأننا سنجنى جميعا ثمار ما نغرسه فى نفوس أبنائنا، فهم دائما ثمرة الغرس ومرآة لما نقوم به نحن، بالإضافة إلى ضياع كافة الجهود التى تقوم بها الدولة من أجل الإصلاح والتطوير للمنظومة التعليمية كاملة.

تربّينا جميعا على كيفية التعامل مع المعلم وتوقيره وتقدير فضله ومكانته، والحرص على الاستفادة من معلوماته التى يمتلكها، والاقتداء به فى الأعمال الصالحة والحسنة، والتلطف فى مناداته، وعدم رفع الصوت أمامه، ولكننا للأسف أصبحنا نرى وقائعا متكررة بالتعدى على المعلمين لأتفه الأسباب، حتى أصبح التعدى على المعلمين من قبل الطلاب أمرا مستباحا وبحكم صغر عقولهم وسنهم كان يتم التغاضى عنها أحياناً، ولكن الآن عندما يصبح التجاوز من قبل أولياء الأمور، وهم من المفترض أنهم قدوة لأبنائهم، فلا بد وأن تكون وقفة حاسمة للتصحيح. وهل هناك منطق فى تعدى أولياء الأمور على معلمة السنبلاوين وزملائها، لا لشىء إلا أنها تؤدى وظيفتها بكل أمانة، وقامت بدورها التربوى والدينى فى منع الغش الجماعى للطلاب؟ وهل هناك أية منطق فى هذا المشهد الذى رأيناه أثناء خروجها من المدرسة فى حماية الشرطة؟ ألهذا الحد وصل الجهل والاستهتار وعدم إدراك عواقب هذا المشهد الذى ينسف كل الجهود الإصلاحية للمنظومة، بل ينسف كل القيم، وكيف يمكن لنا أن نتخيل أن هذا الطالب، الذى يحميه ويقاتل ولى أمره لكى يغش بالقوة، مواطن صالح؟ وبالقطع سيكون مواطنا مرتشيا فاسدا لا يعرف قيم دينه ومجتمعه، بل سيظل مقاوما للحق والخير والمنطق طيلة حياته.

لا شك أن معالجة هذه الظواهر الخطيرة لن تأتى بالشدة أو بالقوانين وحدها، بل لا بد من تغييرالثقافة السلبية التى نمت وترعرعت داخل المجتمع الآن، وهى ظاهرة الغش الجماعى أثناء الامتحانات وتعوّد الطلاب واعتمادهم على الغش، والآن بدلا من منعه فقط أصبح الاعتداء بالضرب والسب جزاء المعلمين الذين يقومون بعملهم على أكمل وجه. ولابد من تكاتف كافة الجهود لتغيير تلك الظواهر السلبية التى تضرب كافة عمليات الإصلاح والتطوير فى مقتل، وتؤثر أيضاً على السلم الاجتماعى وترسخ لمبادئ فاسدة وتربى أجيالا على الفساد تستحل الباطل وتستمرئه وتحارب الملتزم والمنضبط فى عمله، ووجب على كافة المؤسسات التربوية والدينية وعلماء الاجتماع وعلم النفس تحليل تلك الظواهر وإيجاد الحلول العاجلة، بالإضافة إلى تطبيق أقصى العقوبات على كل مستهتر بمستقبل هذا الوطن.

الأسرة المصرية هى شريك أساسى للنجاح وبناء المجتمع، تعاون الأسر المصرية لتطوير التعليم أمر جوهرى وأحد أركان عملية التطوير ونجاح المنظومة الجديدة، وتحقيق الأهداف المرجوة التى وضعتها الحكومة لتطويرالعملية التعليمية، فالأسرة المصرية يقع على عاتقها مسئولية كبيرة فى إعادة تربية الأبناء وتوجيههم، ليس لاحترام المُعلم وتقديره فقط، بل ومعاونته على القيام بدوره على أكمل وجه، شأنه فى ذلك شأن كافة الوظائف والمهن، كون ذلك سيربى فى نفوس أبنائهم احترام للمجتمع بأسره بكافة طوائفه، وربما يرى هؤلاء الأمر من منظور ضيق وأنانى، ويغيب عن تلك الأسر هذا الشق فى صراعهم الأزلى مع الدرجات وحرصهم على النجاح بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة وإغفال الجزء الأهم من العملية التربوية، والهدف الحقيقى من العملية التعليمية هو بناء العقول وتنويرها، وبناء شخصية إيجابية ينفع نفسه وأسرته ومجتمعه بعلمه وليس تحصيل الدرجات وتزييف الواقع بالغش والخداع بالقوة.

ولنا فى رسولنا الكريم قدوة حسنة حين قال صلى الله عليه وسلم: «ليسَ منَّا منْ لمْ يُجِل كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا ويعرفْ لعالِمِنَا حقَّه»

--

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد