رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

هناك تشابه كبير بين رؤية سقراط وأفلاطون للكون والوجود، وبين ما جاء فى نصوص الديانات السماوية، الذى يعقد مقارنة بين ما جاء فى التوراة والقرآن عن الخليقة، والروح والجسد، يضع يده على المشترك بينهما، هذا التشابه هو الذى دفع بعض المفكرين الإسلاميين إلى الحديث عن نبوة سقراط وأفلاطون.

ما نقله أفلاطون فى محاوراته على لسان أستاذه الفيلسوف سقراط، ميز بين عالمين، عالم فيه أصل الأشياء، وهو العالم الإلهى، والعالم المتغير المحسوس وهو الذى نعيشه، أفلاطون ومن قبل أستاذه سقراط بنى نظريته على عالمين؛ عالم المثل: وهو عالم غيبى، ويضم مثالًا لكل الأشياء والكائنات على الأرض: الرجل، المرأة، الحيوانات، الحشرات، الطيور، المادة: الكرسى، المنضدة، العربة.. هذه المثل لا تخضع للزمن ولا تتقيد به، وتتدرج وتتوحد فى عالم المثل حتى تصل إلى مثال الخير.

والروح فى عالم المثل خالدة وغير مركبة وخلقت قبل الجسد، والفرق بين ما يراه سقراط وأفلاطون والديانات، التناسخ، نزول النفس فى جسد آخر، فالروح عاشت واكتسبت معرفتها فى عالم المثل، بعد فترة ارتكبت إثمًا فنزلت من عالم المثل إلى عالم أو وجود آخر، أدخلت فى قميص أو صورة أو جسد، ووفقًا لمحاورات: فيدون، ومينون، وطماوس، والجمهورية، والمأدبة، وحسب قراءات: ولتر ستيس، وجان بيار، وبرتراند رسل، ويل ديورانت، ولافين، وكوبلستون، وماتيى، وروبنسون، وجاستون، وعبدالرحمن بدوى، وفؤاد زكريا، والأهوانى، نزلت إلى العالم الثانى الناقص وهو الأرض.

هذه الروح فى الجسد تنزل الأرض عن طريق الولادة، وعملية الولادة تشوش ما اكتسبته الروح من معرفة فى عالم المثل، فتنسى معظم أو جميع ما تعلمته، وخلال حياتها على الأرض، يمكنها استعادة هذه المعرفة بالتذكر وليس بالتعلم، الحواس تعطيك معرفة مشوشة وناقصة ومتغيرة ومرتبطة بالزمن وأشبه بظلال وأشباح للمعارف الحقيقية، لكن العقل وحده، فى رأى أفلاطون، هو القادر على تذكيرك بالمعرفة الحقيقية، التى سبق وعرفتها فى عالم المثل، كلما تخلصت من ثقل حواسك، وتحررت من رغبات وشهوات جسدك، يمكنك أن تتدرج بالعقل صعودًا من المحسوس إلى غير المحسوس إلى عالم المثل، وهناك تتذكر بوضوح بعض ما اكتسبته.

والروح خالدة لا تموت ولا تفنى بموت الجسد، من مات هناك ليس روحى بل جسدى، والموت هو عملية انتقال إلى عالم المعرفة الحقيقية، من وجود ناقص مرتبط بالزمن إلى وجود بلا زمن.

[email protected]