رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

لم يعد بالإمكان السيطرة الكاملة على جُموح «الميديا الاجتماعية» المُرْعبة، التي أغرقتنا، في عالم افتراضي مُخيف، يُحاصرنا من كل اتجاه، حاملًا معه قيمًا سلبية صارخة، تجسد واقعًا مريضًا، خاليًا من القيم والأخلاق والفضيلة.

مؤخرًا، لاحظنا انتشارًا غير مسبوق لظاهرة «شاذة» على مجتمعنا، بقيمه وعاداته وتقاليده وأعرافه، طفحت على السطح بكل ما تحمله من موبقات، مع تزايد اعتمادنا على استخدام مِنَصَّات التواصل الاجتماعي.

تلك الظاهرة، باتت تزييفًا عميقًا كأحد إفرازات مستنقع الوباء الإلكتروني، تتعلق بالابتزاز عبر الإنترنت، الذي يعد حاليًا من أكثر الجرائم شيوعًا، ليصبح كارثة حقيقية تحتاج إلى ما هو أكثر من القانون!

أسلوب انتهازي رخيص وغير أخلاقي، عبر فبركة صور جنسية وفيديوهات فاضحة للاستغلال الرخيص، للحصول على مكاسب مادية أو جنسية، ليتجاوز الأمر من مجرد ابتزاز، إلى فاجعة الإقدام على الانتحار.

قبل فترة، صُدمنا بنبأ إقدام مراهقة «سبعة عشر عامًا»، على وضع حدٍّ لحياتها، بعد تعرضها لابتزاز إلكتروني على يد شابين من أهالي قريتها، بعد أن نشرا صورًا مزيفة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

«الضحية» أبدت محاولات يائسة لإبعاد الشبهات عنها، والتأكيد أن الصور المنشورة لا تخصها، إلا أنها اصطدمت بنظرات جيرانها وتنمر زملائها وبعض معلميها، وفي لحظة انهيار تامٍ قررت وضع نهاية لمعاناتها في مجتمع اعتقدت أنه لفظها ظلمًا، لتغادر الدنيا هربًا من هول العار!

نفس السيناريو تكرر مع «ضحية» أخرى «لم تتجاوز خمسة عشر عامًا»، حاصرها الابتزاز الإلكتروني، فقررت التخلص من حياتها بالحبة السامة نفسها، التي قتلت سابقتها، بعد ابتزازها بصور فاضحة نُشِرَت على «فيسبوك»!

إذن، تحول الابتزاز الإلكتروني إلى وباء يستخدمه الكثيرون، وإن بأشكال متعددة، كتسجيل المكالمات «الصوتية» أو المحادثات المكتوبة «الشات».. وغيرها، ليصبح آفة سريعة الانتشار، تزعزع الثقة وتزرع الشك والخوف، وتضع البعض «تحت رحمة» ذئاب بشرية، تنهش الأعراض وتنتهك الخصوصيات!

ورغم أن الابتزاز الإلكتروني جريمة بحكم القانون، فإن أضرارها النفسية والاجتماعية على الضحايا وعائلاتهم، تحتاج إلى وعيٍ مجتمعي وشجاعة حقيقية لمواجهة فاقدي الشرف والتربية والأخلاق، الذين يلجأون إلى تشويه السُّمْعَة لتحقيق رغباتهم الدنيئة، اعتقادًا منهم أن الآخرين سيقدمون التنازلات خوفًا من الفضيحة!

أخيرًا.. يجب تعزيز الوعي المجتمعي، من خلال التضامن والوقوف إلى جانب ضحايا الابتزاز الإلكتروني، ودعم كل مَن يتعرض لخِسَّة هؤلاء المجرمين المتجردين من إنسانيتهم، وعدم توجيه اللَّوْم أو التّسرع في إصدار الأحكام على الأبرياء!

فصل الخطاب:

«التقى صديقه بعد غياب، فسلَّم عليه وسأله متعجبًا: يقولون إنك ميتٌ؟ فأجابه: كذبوا، وها أنا واقفٌ أمامكَ حيٌّ أكلمك.. فقال: لكن الناقل ثقة»!

‏Zaher3333gmail.com