رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

نُشر في صفحة الحوادث في صحيفة «الأخبار» خبر حرره الصحفي «رشاد كامل» عام 2006، تقول سطوره: في أول تطبيق لقانون البلطجة الجديد.. وجهت النيابة تهمة استعراض القوة «إلى 17 طالبًا ـ بمدرسة ثانوية بمدينة نصر ـ لقيامهم بالتجمهر أمام مدرسة عباس العقاد المشتركة لترويع طلابها وإلحاق الأذى بهم بدنيًا ومعنويًا ـ كما وجهت إليهم النيابة 19 اتهامًا آخر، من بينها: استعمال مفرقعات بغرض تخريب المدرسة وبما يعرض حياة الأفراد للخطر، وإحراز وتصنيع مفرقعات بدون ترخيص، والتجمهر وإحداث الشغب، وأمرت النيابة بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات التي باشرها فريق من وكلاء نيابة الأحداث، وكان الطلاب قد تسلقوا أسوار المدرسة، وقاموا بإلقاء زجاجات البنزين الحارقة في فناء المدرسة لمعاكسة البنات، ما أثار الفزع والرعب بين الطلاب وأحدث تلفيات بالمدرسة، وقد أرسلت النيابة زجاجات البنزين والكيروسين المسدودة بقطع من القماش والتي عثر عليها في مكان الحادث إلى الموقع الجنائي، وتوالي مباحث مدينة نصر جهودها للقبض على طالب ـ هارب ـ بمدرسة الملك فهد.. أثبتت التحريات أنه هو الذي قام بشراء البنزين وماء النار لتعبئة الزجاجات».

وعن رد فعل الناس في تلك الفترة قال الكاتب الكبير الراحل «ابراهيم سعدة» طارحًا أسئلتهم، ومن بينها:

• لماذا ينحرف تلاميذ صغار بمثل هذه الصورة المفزعة؟

• أين التربية التي تتحملها وزارة التربية والتعليم وكان يجب على المسئولين عن مدارسهم الابتدائية والإعدادية والثانوية أن يأخذوا بأيدي هؤلاء التلاميذ الضالين إلى الطريق الصواب؟

• أن يستخدم هؤلاء الصغار ـ وعددهم 17 طالبًا ـ زجاجات البنزين الحارقة، وماء النار، ويخططوا لتخريب مدرسة وتعريض حياة الأفراد إلى خطر الموت وأخطار الحرق والتشويه، فهذا أمر غير طبيعي!

•      هل أخطأت أجهزة الإعلام في حق الشباب والأجيال الجديدة عندما انحرفت هذه الأجهزة عن الدور المرسوم لها، وبدلاً من أن تصلح الصغار بما تكتبه وتعرضه من قصص النجاح، وتقديم القدوة في كل شيء وأي شيء، وجدناها لا تقدم إلا كل ما يفقد الشباب الثقة في الحاضر والمستقبل!

•      وإذا تركنا بلطجية مدينة نصر، وتوقفنا قليلاً أمام خبر إحالة 110 من المدرسين للتحقيق في القليوبية لعدم وجودهم في مدارسهم خلال ساعات العمل الرسمية، وخبر فصل 15 طالبًا في نفس المحافظة لا لشيء إلا لأنهم يحملون الأسلحة البيضاء في جيوبهم، فهل سنجد علاقة وثيقة بين بيت الشعر المعروف «إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا .. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص» وبين انحراف التلاميذ مادام أساتذتهم يزوغون من مدارسهم، ولولا مرور وكيل الوزارة ـ بالصدفة ـ على تلك المدارس لما تم ضبط الواقعة والأمر بإحالتهم إلى التحقيق؟!

والسؤال: لماذا وعبر الحقب المباركية التي امتدت إلى 30 سنة كان فيها لا حديث إلا عن الاستقرار ولا وجود لأي تحديات مواجهة حروب أو أوبئة صحية أوتوابع هجرات لاجئين من أقاليم محيطة لمعاناة من صراعات خارجية، ومع ذلك نمت للأسف مظاهر العنف الأسري والمجتمعي والأخلاقي وإتاحة مساحات لقوى التطرف والكراهية إلى حد إتاحة المناخ لتخصيص 88 مقعدًا لجماعة الإخوان في المجلس التشريعي .. أين كانت الأجهزة التنفيذية والبحثية والحزبية والثقافية في مواجهة ذلك التخريب المجتمعي؟!

[email protected]