رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

 

 

 

كما البرد القارس الذى نعيشه أحاول أن يكون قلمى بذات مستوى البرودة رغم حرارة القضية التى أشير اليها فى هذه السطور وسخونتها البالغة حتى أنها تكاد أن تكون القضية رقم ١ فى مصر الآن.

بعيدا عن الفيلم موضع الجدل «أصحاب ولا أعز» وبسببه أشير إلى تصور يحكمنى بشأن مثل هذه القضية وأشباهها كنت قد أشرت اليه منذ أكثر من ثلاثين عاما وبالتحديد إثر انعقاد مؤتمر السكان والتنمية فى القاهرة عام ١٩٩٤ والذى استدعى منى اعداد كتاب كامل عن أعمال المؤتمر وفلسفته. هذا التصور مفاده أننا وقد دخلنا تيه العولمة بكل أبعاده نواجه ما يمكن وصفه بنظام قيمى عالمى جديد. هذا النظام يتضمن مجموعة من القيم من المؤكد أن بعضها لن يلقى قبولنا سواء من منطلق أخلاقى أو دينى.

 المشكلة التى يواجهها المواطن العربى أو المسلم أنه يجد نفسه فى مواجهة مساعٍ عاتية لفرض هذا النظام دون أن يملك من سبل المقاومة سوى إيمانه بأنه على حق، فيما تملك الجهات الداعية لهذه القيم الوسائل والأدوات المثلى لنشر رؤيتها.

من القضايا التى يتضمنها هذا النظام القيمى العالمى الجديد ويحاول أن يحلها فى موضع الصدارة قضية المثلية الجنسية، وهى قضية ما زالت موضع تنازع وخلاف حتى فى الغرب ذاته باعتبار أنها فى العرف العام مما تأباه وترفضه الطبيعة الإنسانية السليمة وهو الطرح الذى يعززه موقف الأديان التى تحرم مثل هذا الأمر.

 المشكلة الأكبر من وجهة نظرى هو التطور فى طبيعة مسعى فرض هذه القضية والتى جعلها محل احتراب إنسانى لا شك أن ضرره أكثر من نفعه وهو ما استدعى من البعض عن حق الإشارة إلى حقيقة طغيان مجتمع المثليين فبعد أن كان هذا المجتمع يدعى أنه الطرف المقموع، والمنبوذ والمستضعف، صار اليوم هو الطرفَ الأقوى والألصق بمعايير قبولك أنت كإنسان كامل وعاقل، أو لا.

بمعنى آخر هناك مساع لا تكل ولا تمل من أجل تطبيع البشرية مع هذه القضية، وهذه المساعى تنطلق من روح ديكتاتورية تنحى القيمة الديمقراطية التى تنطلق منها فى الأصل! اللافت للنظر أنه فى سياق عملية الفرض تلك ليس هناك اهتمام باستيعاب الآخر من عدمه لأزمة صاحب سلوك المثلية الجنسية حتى بافتراض تم التعامل مع الأمر باعتباره مرضًا مثل أى مرض ليس للمبتلى به من ذنب سوى أنه أصيب به!

ليس فى نيتى ولا يمكننى أن أدعى تقديم تفسير متماسك لذلك الأمر أو لهذه الظاهرة على النحو الذى وصفته فى السطور السابقة، ولكن فى معرض التوصيف أشير إلى منصتين رئيسيتين تلعبان دورا رئيسيا فى الدفاع عن المثلية الجنسية والتسويق لها. المنصة الأولى إعلامية وهى اذاعة «بى بى سي» والتى يكشف تحليل مضمون تناولها للقضية عن كثافة غير عادية مع تبنى رؤية أصحاب المثلية الجنسية إلى الحد الذى يمكن معه اعتبارها المنبر الإعلامى العالمى الأول فى الدفاع عن حقوق المثليين.

المنصة الثانية ترفيهية وهى منصة نتفليكس والتى استطاعت خلال أعوام معدودة على أصابع اليد الواحدة أن تغزو العالم وتصبح أداة رئيسية لعولمة الفن وما فيلم «أصحاب ولا أعز» والأزمة التى أثارها سوى مظهر معبر عن هذا الطرح. والمتتبع لإنتاج نتفلكس وما تعرضه يمكن له بسهولة استنتاج تبنيها لقضية المثلية الجنسية والتسويق لها والدفاع عنها.

كمواطن مصرى عربى مسلم اتابع «بى بى سي» وهى أساسية فى مفضلة حاسوبى الشخصى، وأتعامل معها بمنطق محاولة تمييز سمها الذى تضعه فى العسل، أما منصة نتفليكس فبعد فترة من الحماس لها فتر ذلك الحماس وتم الغاء الاشتراك الدورى بها بعد أن أصبحت أجد صعوبة فى مشاهدة فيلم كامل عليها لتزايد مستوى العرى والجنس والمثلية.. وهو الأمر الذى اتصور أنه يجب أن يكون منحانا دون تشنج أو عصبية.. فى مواجهة رياح قيم عاتية قد يكون لها التسيد فى النهاية!!

[email protected]