عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

 

 

 

فى 15 يناير 1940 ظهرت فاتن حمامة على شاشة السينما للمرة الأولى، وفى 17 يناير 2015 غادرت دنيانا إلى الأبد بعد أن تركت لنا رصيدًا عامرًا فريدًا فى بنك الفن يبلغ نحو 94 فيلمًا.

من المعروف أن السيدة فاتن حمامة استقرت فى وجدان الملايين بوصفها الفنانة البارعة التى تتقن تجسيد شخصية الفتاة المغلوبة على أمرها أو المرأة الجادة أو الأم المكافحة، أى أنها لم تقرب الأدوار الكوميدية ولم تعرف الطريق إلى إضحاك الجماهير، ومع ذلك، فإن من يرصد أفلامها بدقة يكتشف أن لها صبوات مشرقة مع الكوميديا، سأحاول تذكيرك ببعضها فى السطور التالية.

حين طل وجه الطفلة فاتن للمرة الأولى على الشاشة فى فيلم (يوم سعيد/ 1940) لم تكن قد تجاوزت التاسعة من عمرها، فهى من مواليد 1931، ومع ذلك جذبت شقاوتها الجمهور وهى تشاكس الموسيقار الأعظم محمد عبدالوهاب بطل الفيلم، وعندما انتقلت من طور الطفولة إلى طور الصبية ثم الفتاة البالغة شاركت فى بطولة عدد من الأفلام المهمة، الأمر الذى دفع صلاح أبوسيف أن يكتب اسمها مسبوقا بلقب (ممثلة مصر الأولى) فى مقدمة فيلم (لك يوم يا ظالم/ 1951) وهى فى العشرين فقط من عمرها.

لكن للأسف، هذه الأفلام المهمة صارت مفقودة الآن، فلم يرها أحد من أبناء الجيل الحالى وربما الأجيال التى سبقتنا، وسأذكر لك بعضها: مثل: (الملاك الأبيض 1946) للمخرج إبراهيم عمارة، و(الهانم/ 1947) لبركات، و(نور من السماء/ 1947) للمخرج حسن حلمى، و(ملائكة فى جهنم/ 1947) لحسن الإمام، و(القناع الأحمر/ 1947) ليوسف وهبى، و(أبو زيد الهلالي/ 1947) لعز الدين ذو الفقار، و(كانت ملاكا/ 1947) للمخرج عباس كامل، و(المليونيرة الصغيرة/ 1948) للمخرج كمال بركات، وهو غير المخرج الشهير هنرى بركات، وهو أول فيلم يظهر فيه رشدى أباظة. وفيلم (الحلقة المفقودة/ 1948) للمخرج إبراهيم لاما، و(نحو المجد/ 1948) بطولة وإخراج حسين صدقى، و(ابن الحلال/ 1951) للمخرج سيف الدين شوكت.

كلى أمل أن تظهر ذات يوم هذه الأفلام المفقودة أو بعضها، ليتسنى لنا مشاهدة الأعمال الكاملة لأعظم فنانة سينمائية فى تاريخ السينما المصرية والعربية، ولعلنا الآن فى حاجة إلى إطلالة سريعة على الجانب الكوميدى فى أدوار فاتن حمامة، ذلك الجانب الذى لم يلتفت إليه أحد من الكُتّاب قبل ذلك فيما أعلم.

فى فيلم (العقاب/ 1948) تلعب فاتن دور فتاة ثرية مدللة تقود سيارتها بتهور فتصدم الشاب كمال الشناوى، ثم تكيل له الشتائم، ولما تكتشف أنها أصابته فى قدمه تأمره أن يركب معها السيارة لتوصيله، وفى الطريق تغمره بأسئلتها فى مشهد عصبي/ كوميدى طريف.

وفى فيلم (أخلاق للبيع/ 1950) بطولة وإخراج محمود ذوالفقار تتجلى فاتن فى مشاهد كوميدية عديدة تنهض عليها قصة الفيلم المأخوذة عن رواية يوسف السباعى (أرض النفاق). أما فى (أشكى لمين/ 1951) للمخرج إبراهيم عمارة، فثمة مشهد كوميدى لطيف فى القطار، فهى فتاة فقيرة بسيطة تجلس فى الدرجة الأولى، رغم أنها قطعت تذكرة درجة ثالثة، ومع ذلك ترفض الانصياع لأوامر الكمسارى بالذهاب إلى الدرجة الثالثة لأنها تأبى دفع الفرق، فيتدخل الراكب عماد حمدى ويدفع لها الفرق، ثم يصاب بأزمة قلبية مفاجئة، فتضطرب جدًا وتهمس لنفسها: (يا مصيبتى... يموت ويودونى فى داهية)، فلا تملك نفسك إلا وأنت تضحك من قلبك!

ويبقى فيلم (الأستاذة فاطمة) الذى أخرجه فطين عبدالوهاب عام 1952 أكثر الأفلام التى أظهرت الجانب الكوميدى فى أداء فاتن حمامة، ولعل ابتسامتها المفتعلة (مجاملة) للولا صدقى فى الكباريه خير مثال على براعتها فى الكوميديا الهادئة.

فى ذكرى رحيلك السابعة... نشكرك يا ست فاتن.