عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى أحد الأيام نشر الروائى البرازيلى الشهير باولو كويلو قصةً قصيرةً، قال فيها: «كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، لكن ابنه الصغير لم يكف عن مضايقته، وحين تعب الأب من مضايقات ابنه، قام بقطع ورقة فى الجريدة كانت تحتوى على خريطة العالم، ومزقها إلى قطع صغيرة، وقدمها لابنه، وطلب إليه إعادة تجميع الخريطة! ثم واصل قراءته للجريدة ظاناً أن ابنه الطفل سيبقى مشغولاً بقية اليوم، إلا أنه لم تمر خمس عشرة دقيقةً حتى عاد الابن إليه وقد أعاد ترتيب الخريطة!

فتساءل الأب مذهولاً: هل كانت أمك تعلمك الجغرافيا؟

رد الطفل قائلاً: لا؛ لكن كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم!

كانت عبارة عفوية من الطفل؛ لكنها كانت ذات معنى عميق... عندما أعدت بناء الإنسان، أعدت بناء العالم؛ فالأهم هو بناء الإنسان!

ومن الروائى البرازيلى إلى الجنرال الذهبى المصرى الرئيس عبدالفتاح السيسى: فالأمر لا يختلف كثيراً عندما ثارت بداخله مصر التى تسكن جوارحه ونطقت على لسانه أثناء زيارته لأسوان منذ أيام، وقال كانوا خائفين على كراسيهم حتى لو البلد تخرب وتكون بلد «كهنة»، سكة حديد تعبانة وموانئ تعبانة.

وهنا ما حدث لمصر ليس تدمير مكونات «الحجر» لكن هناك ما أخطر وأبشع تمزيق مكونات الإنسان والوصول به إلى مكون «كهنة» غير صالح علمياً أو عملياً أو ثقافياً أو أخلاقياً وإخراجه من ثوب هويته واستخدامه كأداء هدم وضياع لوطن كان وجوده قبل الإنسان والتاريخ، هذا هو لب المخطط والمؤامرة أيها السادة الذين تقرأون كلمات هذا المقال، وقد نجح أصحاب المؤامرة بقوة واقتدار فى الوصول إلى أبعد نقاط أهدافهم.

والآن المعركة شرسة فمؤسسات الدولة المصرية تمتلك من القدرة والقوة مجابهة قادة هذا المخطط وكل أدواتهم.

وفى إطار إعادة البناء لابد: لوقف تدهور مكون الإنسان ولجم سعار اتساع دائرة ذلك التدهور يلزم وبأسرع ما يمكن وقف الزيادة السكانية بقوة وردع دون رحمة، لأن هنا الخطورة، تلك الزيادة هى مزيد من قصص تمزيق التكوين التى أصبحت أكواماً من الأوراق الممزقة وبداخلها اختفت وجهة هوية الشخصية المصرية.