رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

كانت سعادتى كبيرة بتكريم الدكتور كمال الجنزورى رحمة الله عليه وإطلاق اسمه على محور توشكى.. إنصاف الرجل حق له تأخر كثيرًا، وكنت أتمنى أن يكون حياً يعيش بيننا فى هذه الأيام ليشهد تقدير وتكريم مصر له جزاء ما قدم لوطنه.

عاصرت العديد من رؤساء الوزراء على مدار 17 عاماً قضيتها محرراً لشئون مجلس الوزراء بجريدة «الوفد».. وأجزم أن الدكتور الجنزورى كان رئيس وزراء استثنائياً ربما لا يتكرر.

كان رئيس وزراء حقيقياً وهنا كانت المشكلة التى أطاحت به بعد 4 سنوات من رئاسته للحكومة.. مشكلة جعلت من السنوات الأربع مرحلة استثنائية شهدت العديد من الأحداث والوقائع التى ربما لن تتكرر.

أراد الدكتور الجنزورى أن يكون رئيس وزراء حقيقياً - وهذا حقه - لأنه كان يملك من الهيبة والخبرة والكفاءة ما يؤهله لذلك، لكنه اصطدم بثوابت تمنعه.. وخطوط حمراء تدفعه إلى الخلف.. وجد الدكتور الجنزورى نفسه أمام وزراء من العيار الثقيل تربطهم علاقة مباشرة بالرئيس مبارك رحمة الله عليه، وكان أبرزهم ثلاثى الحزب يوسف والى وكمال الشاذلى وصفوت الشريف، بالإضافة إلى الوزراء القدامى أصحاب الهيبة والقوة والشخصية أمثال ماهر أباظة وسليمان متولى وفاروق حسنى، هذا بالإضافة إلى الوزراء السياديين الثلاثة الدفاع والداخلية والخارجية.. هنا وجد الدكتور الجنزورى نفسه أمام كتلة من الوزراء يصل عددهم إلى ثلث الحكومة يرتبطون بالرئيس مباشرة، ولا يستطيع رئيس الوزراء أن يصدر إليهم تعليمات مباشرة أو يمارس اختصاصاته عليهم كرئيس وزراء حقيقى.

حاول الدكتور الجنزورى رغم كل هذه الصعوبات أن يمارس دوره كرئيس وزراء حقيقى وهو ما دفع به إلى دائرة الخطر.. وأذكر أن البداية كانت واقعة شهيرة زلزلت مجلس الوزراء ودفعت الرئيس مبارك إلى الانتباه لشىء ما قادم من المجلس.. والانتباه إلى أن الدكتور الجنزورى ليس رئيس وزراء عادياً.

كنا ننتظر المؤتمر الصحفى للوزير صفوت الشريف وكنا نجلس فى القاعة الملحقة بقاعة اجتماعات المجلس، وفوجئت بحالة من الوجوم والذهول على وجوه الوزراء بعد خروجهم من الاجتماع، ولاحظت همهمات وهمسات بين بعضهم البعض أثناء خروجهم.. وهنا أيقنت أن هناك شيئاً ما قد حدث لا بد من البحث عنه.. واقعة غريبة تكشف عن قوة شخصية الدكتور الجنزورى لكنها أدخلته فى الدائرة الحمراء.

كان هذا الاجتماع هو الأول الذى يعقده الدكتور الجنزورى عقب عودته من جولة موسعة فى دول جنوب شرق آسيا الصين وسنغافورة وماليزيا، وكان من المفترض أن أرافقه فى هذه الجولة التى تواكبت مع إجازة أحد الأعياد ولكن لم أتمكن من السفر لظروف شخصية.. قال الدكتور الجنزورى خلال الاجتماع كيف أذهب إلى آخر الدنيا من أجل هذا البلد وعندما أعود لا أجد من ينتظرنى بالمطار؟.. هنا ساد الصمت أرجاء المكان وخرج الجميع فى دهشة وذهول، لأن ما يقوله الدكتور كمال هو أمر جديد على مصر ونظام الحكم فيها.

والحكاية أن الدكتور الجنزورى عاد من رحلته، ولم يكن فى استقباله سوى اللواء حسن الألفى الذى تصادف وجوده فى المكان.

المهم وصلت المعلومة إلى الرئاسة عن طريق الدكتورة آمال عثمان التى قالت للدكتور زكريا هل البروتوكول تغير؟ وهل هناك بروتوكول جديد يتضمن استقبال الوزراء لرئيس الحكومة عقب عودته من الخارج؟.. ونقل الدكتور زكريا الواقعة للرئيس مبارك ومن هنا كانت بداية الصدام بين رئيس الحكومة الاستثنائى ومؤسسة الرئاسة.