عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

.. ورحل العام 2021، غير مأسوف عليه، بأوجاعه وانكساراته ومراراته، إلا أن بعض أحداثه القاسية، لا تزال تداعياتها مستمرة، مع السنة الجديدة، خصوصًا مع تزايد توابع متحور «أوميكرون»، واشتعال النزاعات المسلحة والأزمات السياسية حول العالم.

أحداث ساخنةـ لم تستثنِ منطقتنا العربيةـ قد لا نراها إلا في عالم «ميتافيرس» الافتراضي، الذي نعيشه فعليًا على أرض الواقع منذ عقود، نظرًا للأزمات المفتَعَلة والقضايا المُعَلَّقة التي تزداد تأزمًا، يومًا بعد يوم، لتُلقى بظلالها على تفاصيل حياتنا واهتماماتنا.

ورغم كل أشكال المعاناة التي تحاصرنا من كافة الاتجاهات، فإن هناك أحداثًا مثيرة بالعام الفائت، نراها بقعة ضوء فى ليلٍ حالك السَّواد، أبرزها «الهروب الكبير» لأبطال «نفق الحرية» من سجن جلبوع «الإسرائيلي»، الذين كسروا قيود السجَّان بالعزم والصبر، ووضعوا الاحتلال في مأزق، ومنظومته الأمنية في صدمة، ومؤسساته السياسية والعسكرية في حيرة.

بالطبع هناك الكثير من الأحداث الأخرى المهمة والإيجابية، التي تستحق أن تُفْرَدَ لها مساحات، لكننا سنكتفي بحدث آخر نراه ضمن الأبرز عالميًا، وهو التجربة «الديمقراطية الشعبية» في قارة أمريكا الجنوبية، التى لا تتوقف عن إدهاشنا.

تلك التجارب التي تحمل شعار «صنع فى أمريكا اللاتينية»، لم تتجاوز نصف قرن، قادها زعماء وطنيون، بإخلاصهم وبساطتهم وقربهم من الناس ونضالهم الذي لا يلين، حاملين لواء قضية الفقراء والعدالة.

ربما تضعف الذاكرة أحياناً، حول تلك التجارب شبه المكتملة، لكنها بالطبع تتذكر أنها استطاعت «إنتاج» زعماء وقادة «استثنائيين» مثل جيفارا وكاسترو «النموذج الأشهر فى القرن العشرين»، وقبلهما «سيمون بوليفار»، البطل التاريخى للقارَّة بأكملها، الذي يُطلق اسمه على «بوليفيا».

نتصور أن هؤلاء الزعماء والقادة «المتشابهين» قلَّ نظيرهم في أنحاء أخرى من العالم، ولعل ما شهدناه مؤخرًا في انتخابات «تشيلي»، بفوز الشاب المناضل الطلابي جأبريل بوريك «35 عامًا» كأصغر رئيس في تاريخها، ليُضاف إلى سلسلة الزعماء الاستثنائيين الذين أفرزتهم أمريكا اللاتينية بالعقود الأخيرة.

وتظل الأمثلة مُلْهِمة و«علامة مسجلة» في القارة اللاتينية، بدءًا من المدرس «كاستيو» في بيرو، مرورًا بالبائع المتجول «موخيكا» في أوروجواي، والمُزارع «موراليس» في بوليفيا، و«مادورو» سائق الحافلة الذي خَلَفَ «هوجو تشافيز» في فنزويلا، وليس انتهاء بماسح الأحذية «لولا دا سيلفا»، والشابة «ديلما روسيف» في البرازيل.

أخيرًا.. كتب الروائي غابرييل جارسيا ماركيز: «في إحدى نوبات يأسها، سمعتُ أمي تُغَمْغِم: يجب على الرَّبِّ أن يُبيح السرقة أحياناً، من أجل إطعام الأطفال»، لكننا نعتقد أنه بمثل هؤلاء الزعماء لن يُضْطَرَّ الفقراء إلى السرقة لتوفير الطعام لأطفالهم.

فصل الخطاب:

تحدث الزعيم الراحل «نيلسون مانديلا» إلى شعبه قائلًا: «أقف هنا أمامكم ولستُ نبيًّا، ولكن كَخَادِمٍ متواضع منكم».

[email protected]