رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

 

 

عاش الدكتور كمال الجنزورى رئيس وزراء مصر الأسبق ومات دون أن ينصفه أحد.. إنصاف الرجل جاء بعد رحيله عن هذه الدنيا، وذلك عندما أطلق الرئيس اسمه على محور توشكى منذ أيام وذلك فى يوم إعادة إحياء المشروع الذى تبناه الجنزورى وخطط له.

لم يلق الدكتور الجنزورى- رحمة الله عليه - التكريم من القادة الذين عمل معهم طوال عمره.. ولكن التكريم جاء اليوم من الرئيس بعد رحيل الرجل عن دنيانا وهو نفس ما حدث مع الفريق سعد الشاذلى رحمة الله عليه.. أنصفه الرئيس بعد رحيله.. ولم يلق من التكريم ما يستحقه.. ولا حتى من باب رد الجميل للرجل الذى صنع التاريخ.

عرفت الدكتور كمال الجنزوري فى بداية توليه منصب رئيس الوزراء، كنت وقتها على مشارف الثلاثين من العمر.. وكنت أول صحفى يدخل مجلس الوزراء مندوباً لصحيفة معارضة.. فقد كان للمرحوم الدكتور عاطف صدقى موقف متعنت من جريدة «الوفد» وكان يرفض اعتماد مندوب لها بالمجلس وسار الدكتور صدقى على درب من سبقوه منذ عام 52 حيث لم يكن مسموحاً بدخول صحفى معارض إلى مقر ديوان عام الحكومة ومقرها.

وأذكر أن أستاذى العظيم جمال بدوى رحمة الله عليه تحدث مع الدكتور صدقى فى هذا الأمر أمام الرئيس مبارك.. اشتكى الأستاذ جمال الذى كان وقتها رئيساً للتحرير ومقرباً من الرئيس عن رفض الدكتور صدقى اعتماد مندوب لـ«الوفد» وقال للرئيس: تصور حضرتك أن الوفد لها مندوب فى رئاسة الجمهورية وليس لها مندوب فى مجلس الوزراء، وكان ذلك أمام الدكتور عاطف صدقى الذى أصر على موقفه حتى عندما فتح الرئيس معه الموضوع حيث الدكتور صدقى للرئيس: لا يا سيادة الريس مش هاخد مندوب من جريدة «الوفد».. هذه الجريدة تهاجمنى كل يوم بلا هوادة وأنا مش هدخل حد من عندهم المجلس.. ابتسم الرئيس وقال له: براحتك أنت حر مع جمال بدوى.

وعندما تولى الدكتور الجنزورى رئاسة الحكومة قمنا بحملة ضده وكان الهجوم عليه من أول يوم وكنت من أوائل المشاركين فى هذه الحملة بمانشيتات فى الصفحة الأولى.. وفجأة تحدث معنا الأستاذ جمال وقال أنا غير راضٍ عن هذا.. لماذا نهاجم الرجل ولم يمر عليه سوى أيام قليلة فى منصبه؟ إن العدل يستلزم أن نترك له فرصة ليعمل ثم بعد ذلك نحدد موقفنا منه بناء على أدائه.. وفعلاً تعاملنا مع الرجل وقتها من هذا المبدأ.. وشعر الدكتور الجنزورى بحدوث تحول فى سياسة الجريدة تجاهه.. وعلى الفور تحدث معه الأستاذ جمال باعتماد مندوب للجريدة بمجلس الوزراء فوافق الرجل.. وطلب منى الأستاذ جمال أن أتوجه لمقابلة المستشار طلعت حماد وزير شئون مجلس الوزراء ومعى خطاب اعتماد من الجريدة، وذلك بناء على ما قاله الدكتور كمال الجنزورى.. وبالفعل ذهبت إلى المستشار طلعت حماد وسلمته الخطاب وعندما رآنى صغيراً فى السن قال لى أنت فتوح الشاذلى المرشح مندوباً لجريدة «الوفد» بمجلس الوزراء.. فقلت له: نعم.. فقال لى على الله تكون على قدر المسئولية.. فقلت له هتشوف حضرتك.. كان الحوار مقتضباً ووجدت نفسى أمام رجل دولة ووزير ذي هيبة، وهنا قلت إذا كان هذا هو حال وزير شئون المجلس فما بال رئيس المجلس.. وبالفعل عندما قابلت الدكتور الجنزورى رحمة الله عليه شعرت بأننى أمام رجل دولة استثنائى ربما لا يتكرر.. ومنذ ذلك اليوم عاصرت الدكتور الجنزورى السنوات الأربع التى قضاها رئيساً للوزراء وخرج من الوزارة واستمريت مندوباً للجريدة بالمجلس حتى تقابلنا معًا مرة أخرى عندما عاد بعد الثورة فى 2012 ولم تنقطع علاقتى به طوال هذه الفترة من 96 وحتى 2012 وتركت مجلس الوزراء بعد خروجه من الوزارة فى هذه المرة لأننى وجدتها فرصة لأخرج معه بعد أن قضيت 17 عاماً ولم يكن من المناسب أن أستمر أكثر من ذلك.

اقتربت من الدكتور كمال رحمة الله عليه ووزرائه ورجاله وأركان حكمه ومن هنا نبدأ الأسبوع القادم إن شاء الله الجنزورى المفترى عليه.