رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

يطوى عام 2021 أيامه وأسابيعه راحلا بغير عودة، تاركا فى صفحة التاريخ بصماته الحلوة ومواجعه المرة، مؤكدًا أن الأيام تدور وتذوب فى دوائر الزمن، لتحل محلها أيام أخرى وأزمان مغايرة، لذا فعلى على الإنسان أن يكد ويجتهد يوميًا إذا أمكن ليتجاوز إخفاقاته ويفرح بإنجازاته.

مع بداية العام الجديد أحلم بمصر مختلفة... مصر قائدة ورائدة كما عهدناها دومًا. مصر بلد ترفرف فى فضائه رايات العدالة الاجتماعية، وتسوده حرية الرأى والفكر والإبداع. مصر التى تصنع وتزرع وتبتكر لتسهم بنصيب فى ركب الحضارة المندفع بقوة نحو التقدم والسمو.

فى مستهل سنة جديدة أغمض عينيّ وأسرح ناثرًا أحلامى من أسوان إلى الإسكندرية، ومن سيناء حتى السلوم متمنيًا العمل على تحقيقها، واثقا بقدرة الشعب على الإنجاز والتفوق والتضحية إذا لزم الأمر، شريطة ان يقتنع بالسياسات والخطط والبرامج والأولويات. أتخيل بلدى وقد وجد كل عاطل فيه وظيفة لائقة، فلا ينام جائع ولا ينقهر مظلوم. أتصور تأسيس المصانع المتنوعة فى كل مدينة مصرية ليعمل بها الشباب وأصحاب الخبرة والكفاءة. مصانع تدعم الصناعات الثقيلة فلا نضطر إلى الاستيراد إلا للضرورة القصوى. أتخيل إشعال الهمم لتوسيع الرقعة الزراعية وزيادة مساحة الأراضى المزروعة بالقمح، فلا يليق بنا أن نظل نستورد قمحًا، بينما النيل يجرى فى ربوع البلاد.

حين يهل عام 2022 أرجو أن نشيّد فى كل مدينة جامعة تتكئ على أحدث منظومة تكنولوجية تعلم الأجيال الجديدة كيفية التعامل مع سلاح العصر الجديد، وأعنى التكنولوجيا التى تتطور بشكل مذهل من يوم إلى آخر، كما أرجو إعطاء المزيد من الاهتمام للتعليم الصناعى والحرفى كى يغدو لدينا قوة إنتاجية ضاربة فى هذا المجال الحيوى.

مازالت احلامى الخضر تتناسل بشأن مستقبل بلادى فى العام الجديد، فأرى الناس قد عملت على احترام العقل والتفكير المنطقى، وأنها تخلصت من حمولة قرون من الإقامة فى كهوف الخرافة والخزعبلات، فاسترد أهالينا فضيلة إعمال العقل واحترام العلم والتحرر من أسر تجار الدين وبائعى توابل الاتكالية فى كل شيء.

أحلم فى مصر 2022 بشعب مشحون بشغف كبير للتزود بالآداب والفنون، وأتابع حرص المسئولين على تعزيز هذا الشغف بتخصيص ميزانيات ضخمة للإنفاق على تطوير البنية التحتية الثقافية، فنطور قصور الثقافة هنا وهناك، ونشيد غيرها إذا لزم الأمر، فقد أخبرنى وزير ثقافة سابق أن فى مصر نحو 500 قصر ثقافة فقط، نصفها شبه معطل، فهل هذا معقول؟ علينا أيضًا أن نطلق الجوائز السخية فى مجمل فروع الإبداع لنجذب الشباب إلى المشاركة، عسى أن نعضد همته فى التحرر من أسر الجماعات المتاجرة بالدين والتى استحوذت على عقول الملايين بكل أسف.

ما أسعندنا فى مصر إذا غدا العام الجديد عنوانا لتطوير التعليم، فخصصنا له الميزنيات الضخمة، وأولينا المعلم كل رعاية واهتمام، وعملنا بجدية على الاستفادة من تجارب الآخرين فى الغرب والشرق الذين وثبوا بالتعليم وثبات كبرى إلى الأمام.

أما أهم الأحلام وأكثرها ضرورة فى العام الجديد فهو تنظيم المرور وضبط الأداء فى الشارع، أداء الجميع وعلى رأسها السيارت ووسائل النقل العام والخاص، فكم من الوقت والمال والأرواح يضيع فى الفوضى المرورية العارمة التى تمسك بخناق القاهرة وبقية المدن المصرية الكبرى، وكم من الأعصاب تحترق وتدمر وتبدد على الأسفلت.

فى عام 2022 أتمنى أن نزرع المزيد من الأشجار، وأن نؤسس المزيد من الحدائق والملاعب والساحات الرياضاية المجانية ليجد الأطفال والصبيان والشباب مساحات تستوعب طاقاتهم المتفجرة.

أجل... إنها حفنة أمنيات أحلم بتحقيقها فى 2022، فإذا لم تتحقق، فلن يعترينى اليأس وسأرفع تلك الأمنيات مرة أخرى فى 2023.