رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

 

 

 

هل يمكن أن يولد رجل وفى دمه تسرى جينات كراهية الأسرة؟ وهل يمكن أن تولد امرأة وفى جيناتها تستقر كراهية البقاء مع الزوج؟

الحق أن علماء النفس قد توصلوا إلى نتائج مدهشة عندما بحثوا فى هذا الأمر، فالرجل المزواج الذى لا يكتفى بامرأة واحدة هو ابن (بار) لجيناته، إذ ينتمى غالبًا إلى أسرة تضم فى عضويتها رجلا لا يشبع من التلذذ بالنساء، سواء كان ذلك بالزواج الشرعى المعزز بفهم خاطئ للآية القرآنية المعروفة (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)، أو تم فى الخفاء، ضاربًا عرض الحائط بالاستقرار النفسى لأبنائه، فيمزق أسرته تمزيقًا.

الأمر نفسه يتكرر مع بعض النساء، فابنة حواء قد تنفر من البقاء مع رجل واحد طوال العمر، حتى لو أنجبت منه ذرية، إذ تشعر دومًا بالرغبة فى التخلص من (جبروته أو بروده أو... أو...) وتسعى إلى رجل آخر ظنًا منها أن السعادة تسرى بين يديه، وفى الأغلب تكتشف المرأة المسكينة حينها أن سعيها خاب فلم تحصد سوى المرارة، وهكذا تتنقل هذه المرأة من حضن إلى آخر دون أن تنعم بالأمان الذى تنشده كل امرأة.

وفقا لما قاله لى الدكتور طلعت مطر رئيس قسم الطب النفسى بمستشفى رأس الخيمة بالإمارات، فإن هناك جينات تسرى فى دماء بعض النساء يمكن أن نطلق عليها (جينات كراهية البقاء مع الرجل). وفى الأغلب فإن المرأة التى تسعى إلى الطلاق من والد أبنائها وتصر عليه هى امرأة نشأت فى بيئة لا تولى فكرة احترام الأسرة وربها ما تستحق من مودة ورعاية واهتمام، لذا كثيرًا ما تجد المرأة المطلقة هى ابنة لأم مطلقة أو شقيقتها مطلقة أو خالتها مطلقة وهكذا. إنها سلسلة محزنة من دراما الطلاق ابتليت بها نساء هذه الأسرة.

اللافت أن هناك درجات مدهشة من التشابه العجيب بين ما يحدث أحيانًا فى عالم البشر، وبين ما يجرى فى دنيا الحيوانات، فالكثير من ذكور الحيوانات، لا تكتفى بأنثى واحدة، حيث يضاجع الذكر مجموعة من الإناث عندما تستبد به الشهوة، كذلك نرى إناث النمر والفهد والدب لا تعيش مع والد أبنائها أبدًا، بل لا تلتقى معه طوال حياتها إلا مرة واحدة فقط فيما يسمى موسم التزاوج، ويظلان معًا ليمارسا الحب كل نصف ساعة طوال أسبوع تقريبًا، ثم يختفى الذكر من حياتها إلى الأبد، وتتصدى هذه الأنثى المسكينة لإنجاز كل المهام بعد انتهاء أسبوع العسل: الحمل والولادة وإطعام الصغار وتعليمهم وحمايتهم بكل ما أوتيت من حيلة ومكر وقوة، لأن الغابة تحتشد بجيوش من الوحوش المتربصة. وحين يصل الصغار إلى سن البلوغ تتركهم وشأنهم بحثًا عن عريس جديد للتمتع بقضاء أسبوع عسل جديد، ثم الحمل والولادة والرعاية إلى آخره!

أى أن القانون الحاكم لسلوك الأنثى فى الحياة هو أن الزوج عابر، بيما الابن مقيم.

لكن السؤال الذى يحير علماء النفس: هل استقلال المرأة اقتصاديًا وماليًا يسهم فى تعزيز قرارها بالانفصال عن والد أبنائها إذا دبت بينهما المشكلات؟ حيث يمنحها الشعور بوجود دخل مالى ثابت بأنها قادرة على الاستغناء عن ذلك الرجل/ السلطة، وهكذا تمزق هذه الزوجة أسرتها وأبناءها بهدوء؟ إن إطلالة سريعة على عالم الفن، على سبيل المثال، يكشف حجم طلاق النجمات، ففاتن حمامة، وهى من هى، طلقت مرتين وتزوجت ثلاثة رجال، أما تحية كاريوكا وصباح فحدث عنهما ولا حرج، فهل لأن هؤلاء النجمات امتلكن المال، لذا رفضن البقاء مع رجل واحد؟

فى ظنى أن الأبناء هم ضحايا الجينات الكارهة لاستقرار الأسرة، وضحايا أنانية الآباء والأمهات!