رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

بين فترة وأخرى، ينتاب الإنسان شعور بأن كل شيئ حوله توقف، أو انتهى تمامًا، لكن ذلك الإحساس ربما يكون بداية حقيقية لمرحلة جديدة من حياته، خصوصًا أن قسوة الأيام ومراراتها لن تستمر إلى الأبد.

لذلك قد تستوقفنا لحظات تأملٍ في كل ما يحيط بنا، لأنه «لا شيء في معترك الحياة يتحول إلى حقيقة ثابتة إلا بعد التجربة.. وعندما تقع التجربة فإن ثمنها يكون قد دُفع بالكامل»، كما يقول محمد حسنين هيكل.

عندما يمر عام في رحلة عمرنا القصيرة، فإنه مضي بذكرياته الأليمة وتفاصيله البائسة ومشاهده العبثية، بانتظار سنة أخرى جديدة، تحمل في طياتها تحقيق آمال وطموحات، لكنها تظل معلقة بتصحيح المسار وعدم تكرار أخطاء الماضي.

إذن، تستمر الحياة جيلًا بعد جيل، سواء أكنا نتمناها، أم لا نرغب في تحمل أعبائها، لكننا في النهاية نحاول إدراك معناها الحقيقي، للشعور بأننا ما زلنا نتنفس هواءها وتظللنا سماءها، على أملِ تحقيق ما عجزنا عنه في السابق.

عندما نتأمل بعض الأحداث المريرة التي أصابتنا بالحزن والألم، وبَدَت لنا في حينها أنها نهاية العالم، سنكتشف مدى صعوبة فَهْم مدلولاتها وقت حدوثها، وبالتالي تظل مرتبطة بذاكرتنا، خصوصًا عندما تتعلق بأشخاص أو مواقف إنسانية مؤثرة.

على امتداد أعمارنا القصيرة، كنا نعتقد أننا اقتربنا من فَهْم المعنى الحقيقي للحياة، لكن الواقع الذي يستعصي على الإدراك، يثبت أن نظرتنا ستظل قاصرة، خصوصًا لدى هؤلاء الذين يمتلكون نظرة تشاؤمية للمستقبل، وشعورًا بهبوط الروح المعنوية وانشغالًا بالأفكار السلبية في معظم الأوقات.

بين سنة تمضي، وأخرى تأتي، هناك لحظة تأملٍ عميقة، يحتاج الإنسان فيها إلى هُدنة مع العقل، ليزداد يقينًا بأن هذه الدنيا لا تستحق كل ما يفعله من أجلها.. ولذلك نقول لهؤلاء الذين يخشَوْن التقدم في العُمر، أن لكل سنٍّ حكمه وتجاربه، وبالتالي يجب إدراك مدى رغبتنا في تحقيق ما لم نستطع إنجازه، خلال عام فائت.

في تصورنا أنه عندما تنضج خبراتنا الحياتية، وتتراكم ذكرياتنا بـ«حلوها ومرها»، علينا أن نحاول بكل الوسائل الممكنة، الاستفادة القصوى مما تبقى من أعمارنا، لتصويب أهدافنا وتصحيح أخطائنا، وإدراك أمنياتٍ لم نستطع تحقيقها.

أخيرًا.. علينا ألا نتوقف عند مرحلتي «ليس بالإمكان»، و«لو كنتُ أستطيع»، بل يجب الانتقال لمرحلة «الدوافع الإيجابية»، بما يصاحبها من تغير حقيقي في السلوك والممارسات والأولويات، والقدرة على تحويل الغضب إلى طاقة إيجابية، ننثرها على كل مَن حولنا، من خلال طرد الكآبة بالتأملات، والابتعاد عن كل ما يعكِّر صَفْوَ حياتنا، فيما تبقى من العُمر.

فصل الخطاب:

يظل الإنسان نابضًا بالحيوية والشباب، طالما لديه القدرة على أن يحلُم.. لكنه يتداعى بالشيخوخة عندما يبدأ مرحلة استحضار الذكريات.

[email protected]