رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

 

أظن أن مصر هى البلد الوحيد التى يموت فيه عمال الصرف الصحى فى البلاعات، لا يمر يوم أو أسبوع إلا ونقرأ فى وسائل الإعلان خبرا عن وفاة عامل أو أكثر، نزل البلاعة لتسليكها أو صيانتها، اختنق ومات، ينزل زميل له محاولا إنقاذه فيختنق ويموت، آخر حادث أعلن عنه وقع فى محافظة كفر الشيخ منذ يومين، فى قرية «الخادمية» لقى عاملان مصرعيهما فى البلاعة وأصيب عامل آخر، سقطا فى البلاعة أثناء اصلاح هبوط بها، المتوفيان، حسب بيان المحافظة، هما: على فريد 20 سنة من مدينة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، ومحمد عاطف 20 سنة من مدينة بنها، والمصاب يدعى عبد الباسط فؤاد 27 سنة مقيم «بقرية تعاون ثاني» مركز الحامول.

المؤسف أن جميعهم شباب فى مقتبل العمر، أكبرهم المصاب الذى يبلغ عمره 27 سنة، قيل إن المحافظة أكدت أنها، مثل سائر المحافظات، سوف تحقق فى سبب الوفاة، وتمر الأيام ويعلن السبب: الاختناق..

الموت فى البلاعة لا يتوقف على أولادنا العاملين فى هيئة الصرف الصحى فقط، بل يشمل المواطنين الذين يقيمون بالقرية أو الحى الذى تتواجد فيه البلاعة، العمالة تترك البلاعة مكشوفة لاستكمال أعمالهم فى اليوم التالى، فيسقط فيها ليلا الأطفال والشباب والرجال ويموتون خنقا.

كيف نحمى أولادنا الذين يعملون فى الصرف الصحى من الموت اختناقا داخل بلاعة؟ وما هو السبيل للحد أو منع هذه الحوادث المؤسفة؟

أعتقد أن عمال الصرف فى البلدان الأخرى لا ينزلون البلاعات سوى ببدل خاصة واسطوانة اكسجين، ويتم ربطه بحبال آلة رفع يتحكم فيها أحد زملائه أعلى البلاعة، لكى يرفعه فى حالة انزلاق قدميه.

فى بلادنا ينزل العامل بملابسه ويحاول تسليك أو اصلاح البلاعة، بعد فترة من نزوله يختنق من الرائحة، فينزل آخر لإنقاذه ويختنق، وينزلق المارة ويموتون، والحل؟ إلى متى؟ 

ما هو الراتب الذى يتقاضاه هذا العمال، فى الغالب تصرف له مكافأة أقل أو أكثر قليلا من ألف جنيه، غير معين ولا مؤمن عليه اجتماعيا وصحيا، وربما يعمل باليومية، جاء وغادر ولن يعود مرة أخرى. فقد استشهد داخل البلاعة.

الحكومة مطالبة بفتح ملف هذه العمالة، من حيث الراتب والأدوات، يجب أن يكون راتب عمال النظافة والصرف الصحى من أعلى المرتبات، لأنهم يقيمون بعمل يتأفف منه الآخرون، ونقترح كذلك معاملة المتوفى منهم ماديا معاملة الشهيد، فهو بالفعل شهيد استشهد خلال عمله، ويصرف لأسرته معاش الشهيد، مصر يجب أن تحمى وتحافظ على أولادها، ولا تبخل عليهم بالأدوات والمعدات التى تساعدهم فى العمل وتحميهم من الإصابة والموت فى بلاعة.

[email protected]