عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

جدل واسع، وتراشق متصاعد للتصريحات، لم تنتهِ آثارهما بعد، بسبب قرار نقابة المهن الموسيقية، منع عدد كبير من «مؤدى المهرجانات»، وسحب تصاريحهم السنوية لـ«الغناء».

القرار الأخير أثار عاصفة من «التأييد» و«الاستنكار»، لكن اللافت هو «الاستفاقة المتأخرة»، بعد زيادة الانتشار العشوائى لما يسمى بـ«أغانى المهرجانات»، التى تجاوزت حدود اللامنطق، وغيَّرت وجه الساحة الغنائية المصرية.

تلك «المهرجانات»، لم تظهر فجأة، أو فى غفلة من الزمان، حيث تجاوز عمرها خمسة عشر عامًا، واجتذبت جمهورًا غفيرًا من كافة طبقات المجتمع خلال السنوات الماضية، لكن القرار الأخير أعطى إشارة البدء لـ«مهرجانات أخرى» فى الإعلام و«السوشيال ميديا»!

تبعات القرار الأخير أثارت ملايين المستمعين على موقع «ساوند كلاود» الشهير، خلال أيام فقط، ومئات ملايين المشاهدين على «يوتيوب»، الذى أصبح مؤشرًا لنجاح «المهرجانات»، ومقياسَ تفوق واضح لبعض «الطفيليات»، ومصدر دَخْلٍ كبير، وبابًا للثراء الفاحش المفاجئ.. حتى وإن اختلفت تقديراته.

ربما سيكون من الصعب تنفيذ القرار بشكل كامل، أو السيطرة على كافة أنشطة «مؤدى المهرجانات»، لكن المؤكد أنه من الصعب تخيل حجم الإسفاف المبتذَل الذى يحاصرنا فى كل الاتجاهات، ليسهم بوضوحٍ فى انحدار الذوق العام وخدش حياء منظومة القِيَم المحافِظة للأسرة المصرية.

لقد أصبحنا بالفعل فى أمَسِّ الحاجة إلى «صيغة احتواء» لما يسمى بـ«أغانى المهرجات»، التى تتحرش بالعقول، وتهتك كل القيم والأخلاق والذوق العام، نظرًا لاحتوائها كمًّا كبيرًا من الألفاظ الخادشة للحياء.. ناهيك عن الإيحاءات الجنسية، والألفاظ النابية.

بالطبع يمكننا أن نتفهم «الدوافع» التجارية، أو نزعات الربح والشُّهْرة عند بعض «مرتزقة الغناء»، لكننا لا نستطيع فهم دفاع الآخرين تحت مسميات «حرية الإبداع» أو «اختلاف الأذواق» أو «مؤشر الجمهور»، لأن المحتوى هابط وغير صالح للاستخدام الإنسانى.

ما يدعو للأسى، أن تلك «المهرجات»، تصور المجتمع على أنه مزيج من العشوائيات والبلطجة والمخدرات والسرقة والدعارة، من خلال ترويج ونشر الرذيلة، وزيادة جرعات الإيحاءات الجنسية، واللعب على الغرائز، وتكثيف الألفاظ السوقية الخادشة والإشارات المبتذلة.

قبل سنوات، حذَّرنا مرارًا وتكرارًا من تفشِّى ظاهرة لجوء المعلمين فى مراكز الدروس الخصوصية «السناتر»، إلى شرح «راقص» للمناهج الدراسية على طريقة «المهرجانات»!

الآن، أصبح الأمر أشد خطورة، بعد انتشار وتمدد «المهرجانات»، التى أصبحت وباءً مستوطِنًا يحتاج إلى جُهْدٍ مضاعَف لمواجهته.. ولا أقل من اعتبار بعض هؤلاء «الفراقيع» الذين يؤدونها بمثابة سرطان ينهش فى الذوق العام.

أخيرًا.. ظاهرة «المهرجانات» تحتاج إلى حلول واقعية، من خلال تعزيز الوعى المجتمعى، والارتقاء بالذوق الفنى، لمواجهة هذه «الطفيليات»، إضافة إلى تحليل «المزاج المصري»، الذى هبط إلى الدرك الأسفل، نتيجة تدفق موجات الفن الهابط.

فصل الخطاب:

يقول على الطنطاوي: «الفن غايته الجمال ووسيلته الشعور وأداته الذوق».

[email protected]