عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما نتعرض في حياتنا اليومية إلى أزماتٍ أو مشكلات، نلجأ إلى «الحلول السهلة»، عبر صفحاتنا الشخصية، على مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، بانتظار «الطبطبة»، أو التعليقات «المُجَامِلة»، كأحد أشكال الدعم الذي نُريد أن نتلقاه.

ربما يكون «التواصل الافتراضي» ضرورياً ومهماً، لكنه يظل دائمًا مكملًا للعلاقات الحقيقية وليس بديلًا عنها.. ولذلك عندما نتعرض لمشكلة خاصة وحساسة، نفكر على الفور في البحث عن شخصٍ «موثوق» نُفضي إليه بما نختزله من آلام ومعاناة.

وكعادتنا دائمًا، نقع بين اختيارين، إما اللجوء إلى شخصٍ نعرفه، أو آخر نجهله، ليتبادر إلى الذهن تساؤل منطقي: هل عجزنا عن إيجاد قريبٍ أو صديقٍ أو زميلٍ أو حتى جارٍ، نحكي له معاناتنا، بدلًا من عرض أسرارنا وخصوصياتنا على الملأ؟

وبما أن المتلقين أو المتفاعلين «الغرباء»، لا يعرفون الكثير عن خصوصياتنا وتفاصيل حياتنا، إلا ما نسمح به نحن فقط، فلا نتوقع أن يكون رأيهم ثاقبًا، بل سيكون قاصرًا وغير منضبطٍ، لوجود نقصٍ كبير في التفاصيل!

ربما يُفَضِّل البعض البَوْحَ بأسرارهم مع آخرين، يرتبطون معم بعلاقة سطحية «افتراضية»، وهذا ما يحدث منذ عقود، عندما يلجأون للحديث مع أحدهم في قطار أو وسيلة مواصلات عامة، لمسافات طويلة، أو ساحات انتظارٍ لأوقات غير قصيرة.

إذن، قد نرغب في «الفضفضة» فقط، مع شخص «محايد» لا نعرفه جيدًا، للحصول على الدعم والتعاطف المطلوبَيْن، دون الدخول في تفاصيل، وذلك لا يحدث مع مَن نعرفهم، مِن هؤلاء المسئولين منَّا أو عنَّا، لأننا في الغالب لن نجد عندهم ما نُريده!

وبما أننا قد نلجأ إلى «الغرباء الافتراضيين»، ممن مروا بتلك التجربة، لكي نشعر بالراحة والطمأنينة، ولكن يجب علينا ألا نُعَلِّق آمالًا كبيرة، أو نتوقع الكثير منهم، لأن الأمر ربما ينعكس سلبًا على حياتنا، ويزداد الأمر تعقيدًا، من خلال نتائج سلبية غير متوقعة، نتيجة اتباع آراء عاطفية مُضَلِّلَة، تُلحق بنا ضررًا بالغًا.

ويبقى تساؤل مهم، وهو إذا كانت «الفضفضة» مهمة وضرورية، لتحسين حالتنا النفسية والمِزاجية: فإلى مَن نتحدث؟.. فنتائج دراسات علمية مُعْتَبَرة أوضحت أن دَعْمَ «العالم الافتراضي» غير حقيقي، وتأثيره الإيجابي محدود، ولا يساعد على عبور الأزمات بأمان.

نتصور أن التأثير الإيجابي يأتي فقط ممن يهتمون بنا، ونثق فيهم، ويبادلوننا الحب والتقدير، كرغبة حقيقية في مساعدتنا، ولذلك لا يمكن الوثوق بـ«غرباء العالم الافتراضي»، أو الاستغناء بهم عن علاقاتنا الحقيقية.

أخيرًا.. ابحث حولك، ستجد شخصًا واحدًا على الأقل، تتحدث إليه باطمئنان وأريحية، دون خوف، وبلا حدود، ولا تترك نفسكَ فريسة لأغراب غير موثوقين، فالدعم النفسي والاجتماعي الحقيقي موجود في محيطك، بدلًا من اعتمادك على بعض المُضَلِّلين والمُجَامِلين.

•••

فصل الخطاب:

يقولون: «الوعظ في السِّر نصيحة، وفي الملأ توبيخ وفضيحة».

[email protected]