رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

نقلت وكالات الأنباء عن بيريز الطرابلسى، رئيس الطائفة اليهودية التونسية، قوله إنه يؤيد الإجراءات الاستثنائية التى اتخذها الرئيس التونسى قيس سعيد فى ٢٥ يوليو الماضى ولا يراها انقلابًا، وأن اليهود التوانسة يقفون على مسافة واحدة من الرؤساء الذين تتابعوا على البلد جميعًا!

الى هنا يبدو الكلام جميلًا ولا شيء فيه.. ولكن الطرابلسى يضيف فى التصريح نفسه، أنهم كيهود توانسة يطالبون بممتلكاتهم التى فقدوها فى أيام الحبيب بورقيبة!.. وهنا يصبح الكلام غريبًا وغير مفهوم لأنه يصور يهود تونس، أو يصور بيريز الطرابلسى على الأقل، فى صورة الرجل الذى لا يهمه سوى ما يخصه فى البلد!

والفكرة فى موضوعنا أن اليهود فى تونس إذا كانوا قد فقدوا ممتلكات فى أيام بورقيبة، فليس هذا هو وقت البحث عنها، ولا هو وقت المطالبة بها، وإنما هو وقت مساعدة تونس الخضراء فى الخروج من المأزق التى تجد نفسها فيه، بفعل ممارسات الأطراف السياسية فى مرحلة ما قبل ٢٥ يوليو، وبالذات حزب حركة النهضة الإسلامية الذى يقوده الشيخ راشد الغنوشى!

وليس سرًا أن تونس تواجه أزمة اقتصادية صعبة للغاية هذه الأيام، ولن يخرجها من أزمتها أن تكون السيدة نجلاء رمضان بودن، رئيسة الحكومة الجديدة، على علاقة جيدة بالمنظمات الاقتصادية الدولية، وفى المقدمة منها البنك الدولى، ولكن سوف يخرجها جهد أبنائها واخلاصهم أيًا كانت دياناتهم، وأيًا كان التوجه السياسى لدى كل واحد فيهم!

وقد استغربت أن يقول رئيس الطائفة اليهودية إنهم يقفون على مسافة واحدة من الرؤساء جميعًا، فهذا كلام أغرب من كلام الممتلكات، لأن المفترض أن ما يحكم علاقة اليهود التوانسة بالدولة التونسية هو مبدأ المواطنة، الذى يجعل لكل مواطن فى وطنه ما للآخر بالضبط، ويجعل ما على كل مواطن هو ما على كل مواطن آخر بالتمام، دون تفرقة على أى أساس من أى نوع!

وفى ظل وجود هذا المبدأ الأهم فى علاقة المواطن بالحكومة، فلا مجال لحديث عن ممتلكات تخص فئة بعينها، ولا مساحة لكلام عن مسافة بين هذه الفئة وبين الرؤساء المتتابعين، ولكن الحديث هو دائمًا عن مواطنة تظلل الجميع فلا تستثنى ولا تميز!

المواطنة هى الحل فى كل عاصمة عربية، لأنها تجعل الولاء للوطن وحده دون سواه، وإذا حدث هذا واستقر، فما بعده سهل وميسور!