عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

على مدار الأيام الماضية، سيطر مهرجان الجونة السينمائى، على بعض مانشيتات وسائل الإعلام المختلفة، لعدة أسباب لعل أبرزها فيلم «ريش»، الذى أثار حالة من الجدل بسبب ما تناوله من مشاهد وأحداث، وكأن مصر لم يعد فيها سوى الفقر والفساد ولم تشهد قضاء على العشوائيات وانخفاضاً فى معدلات الفقر، وأن الواقعية تقتضى نزاهة وشفافية نقل الصورة الكاملة.

 ‏أزمتنا مع فيلم «ريش»، هى أنه لا يعكس الصورة الحقيقية الكاملة وإنما اختزلها فى فقر ومعاناة فقط، ومع مهرجان الجونة أنه قد تم تفريغ الفكرة من مضمونها ولم يصبح مهرجانا للسينما والإبداع قدر ما هو مهرجان لتحدى الفساتين والظواهر الغريبة، وبشكل عام نحن لا نريد سوى نقل كل الواقع وبكل ما فيه، لا أن يتم تناسى وتجاهل كل ما تبذله الدولة من جهود جبارة فى مشروعات قومية ومصانع كبرى وقرى تبنى وتطوير عشوائيات، وبناء شبكة طرق عالمية وعاصمة جديدة، وعشرات الكبارى والقطار السريع والقطار الكهربائى والآلاف من المشروعات الخدمية والصناعية التى تخدم الملايين من المواطنين.

حق الإبداع مكفول للجميع، ونحن أول الداعمين للمبدعين عامة وللفن بشكل خاص، ولكن بشرط أن يكون منصفاً، فما قامت به الدولة خلال السنوات السنوات السبع الماضيه لا ينكره عاقل، وتجاهل هذه الإنجازات والإصرار على تصدير الصورة القديمة، من فقر وعوز وعشوائية وتهميش مرفوض، ولا يمكن السكوت وتجاهله.

ما زاد الطين بلة هو المكابرة فى الخطأ، من جانب المسئولين عن المهرجان، والخروج إلى وسائل الإعلام للدفاع عن الفيلم على حساب الدولة وإنجازاتها، حيث أكدوا أن «السينما تبرز الواقع»، وهنا نتساءل ألا يوجد فى الواقع الذى يتحدثون عنه: حى الأسمرات بمراحه الخمس أو مدينة دمياط الجديدة أو تل العقارب، أو بشاير الخير بمراحلها الأربع، بجانب المشروعات السكنية التى افتتحها الرئيس السيسى، منذ عدة أيام.

نعم، ندرك أن المهرجان يواجه مشاكل وأزمات وتخبطاً واضحاً، ولكننا نذكرهم للعبرة والتعلم أن الفن المصرى كان على مدار التاريخ قوة مصر الناعمة، وقدم عشرات بل مئات من رموز الفن والمجتمع، مثل نور الشريف والريحانى وعادل إمام، وفؤاد المهندس وعمر الشريف، وغيرهم من مئات الفنانين الذين قدموا أعمالاً درامية وفنية بقيت خالدة فى ذاكرة الأسرة المصرية والعربية على السواء، وقدمت عبراً ودروساً وأبرزت قيم مجتمعنا المصرى الأصيل.

وللأسف، فقد تحول مهرجان الجونة من مهرجان سينمائى يهتم بالإبداع ومناقشة هموم السينما المصرية وتحدياتها وتشجيع واكتشاف المواهب إلى حدث يتسابق الكثير من المشاركين به للظهور بفساتين شبه عارية أو ملابس غريبة أو بعرض لفنان يتحدى الجميع بأغانيه وأدائه الهابط وسلوكياته غير المقبولة تماماً من الجميع لمجرد لفت الانتباه، حريصون على ( ركوب ) التريند أكثر من حرصهم على الهوية السينمائية للمهرجان، فى مشهد يتعارض تماماً مع قيم وعادات مجتمعنا العربى بكامله لا مصر فقط.

والنصيحة الأخيرة لصناع السينما أن يضعوا رسالة الفن الحقيقية وسمعة مصر الدولية أمامهم، ويجب أن نتعلم كيف تساهم الأعمال السينمائية والدرامية للترويج لدولها، وبالتأكيد فإن استنساخ أفلام يوسف شاهين ومن بعده تلميذه خالد يوسف ربما كانت مرتبطة بظروف عاشتها مصر فى سنوات مضت ولكنها لم تعد حقيقية وغير مناسبة لتحديات المرحلة الحالية التى يجب أن تجمعنا جميعاً من أجل هدف بناء الجمهورية الجديدة، ومصر بها ملايين الحكايات الملهمة، وتاريخها زاخر لتقديم موضوعات سينيمائية ودرامية تليق بها وتنمى الوعى وتورث القيم وتناسب مرحلة البناء الحديثة.

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد