تلقيت العديد من الرسائل والمكالمات التليفونية رداً على مقالى المنشور يوم الأربعاء الماضى بعنوان «نسف التعليم الفاشل». ورغم سعادتى الشديدة بهذا التواصل مع الأعزاء القراء، إلا أننى أصابتنى غصة من حرقة أولياء الأمور والآباء والأمهات الذين جاءت تعليقاتهم كلها تندد بحال التعليم الذى آل إليه، رغم كل الإنجازات والإعجازات العظيمة التى تحققت على أرض الواقع، إلا فى مجال التعليم الذى يحتاج بالفعل إلى وقفة شديدة، لأن قضية التعليم تشكل أزمة أمام كل أسرة مصرية، فى أمور كثيرة من بينها ارتفاع المصروفات الدراسية وعدم الكفاءة لدى الكثيرين فى هذا الملف والفصول الحكومية التى تكتظ بالتلاميذ، وبخلاف ما سأتعرض إليه لاحقاً إن شاء الله.
جاءتنى العديد من رسائل القراء الأعزاء وسأكتفى بعدد منها لأتجنب التشابه بين هذه الرسائل، وعلى سبيل المثال لا الحصر تعليق الصديق الدكتور هشام شيحة الذى يتبنى أن يلقى هذا المقال الخاص بالتعليم الآذان الصاغية من القائمين على شئون العملية التعليمية، أما الأستاذ إبراهيم عيسى فيقول أصبت كبد الحقيقة، وأن المواطنين يئنون من المصاريف الدراسية والدروس الخصوصية وربط تسليم الكتب بسداد المصروفات. أما الزميل محمد عبدالرازق فيرى ضرورة تبنى البرلمان قضية تطوير التعليم فى أسرع ما يكون، بدلاً من هذه المهزلة الحالية.
أما الصديق أحمد عبدالقادر فيقول: أعتقد أن هذه الفترة هى فترة ذهبية لتطوير التعليم حيث وجود رئيس يؤمن بالتطوير ويسعى لتأسيس جمهورية جديدة ويعمل جاهداً على توفير جميع الإمكانات.. وهذا العام يطل علينا ليضيف إلى المشاكل المتوارثة مشكلة العجز فى أعداد المعلمين، وأعتقد أن جميع الحلول المطروحة من التطوع أو تعدد الفترات هى حلول أشبه بالمسكنات ولا يمكن الاستمرار فيها ولكن الحل أو جزءاً من الحل من وجهة نظرى هو التعامل مع الإداريين بالجهاز الإدارى بالدولة الذى يعانى جراء الكثافة العددية لموظفيه، خاصة أن جزءاً منهم ليس له عمل حقيقى والتركيز على الشباب منهم وإعادة تأهيلهم للعمل كمعلمين بنفس درجاتهم ومرتباتهم وذلك لتعويض جزء من العجز الذى قلت سيزداد فى العام المقبل.
ويرى أستاذى محمد عبدالمنعم أن الأسوأ من رفع المصاريف المدرسية هو ربط سدادها بتسليم الكتب أو حتى ختم استمارات الحصول على بطاقة الرقم القومى ما يسبب حرجاً وأزمات نفسية للطلاب والطالبات.. أما الزميل العزيز عماد خيرة فيقترح أن تأخذ الحكومة هذه الآراء التى تتعلق بالتعليم ومن بينها ما طرحه كاتب هذه السطور وتتبنى كل الاقتراحات الخاصة بعملية تطوير التعليم. ويرى الأستاذ حسن زين الدين ضرورة تبنى البرلمان كل اقتراحات تطوير التعليم. أما الزميل خليل العوامى، فيؤكد أن أولياء الأمور يشقون فى سبيل تعليم أبنائهم لدرجة الاقتراض من الآخرين حتى يضمنوا تعليماً جيداً لأبنائهم. أما الأستاذ أحمد مصطفى الطهرانى فيقول إن الحكومة تتجه إلى مسار مظلم من ناحية التعليم، وتستنكر الأستاذة ماجدة أبوالدهب تصرفات الحكومة فيما يتعلق بالتعليم الذى يعد هو الأساس فى بناء الدول.
الرسائل كثيرة جداً تعليقاً على مقال «نسف التعليم الفاشل»، وقد اكتفيت بهذا العدد القليل من الرسائل على سبيل المثال لا الحصر. والكل يجمع على ضرورة أن تتبنى الدول مشروعاً وطنياً لتطوير التعليم بكل مراحله من الابتدائى حتى الجامعى.