رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تلقيت العديد والكثير من ردود الفعل المجتمعية على ما تم نشره فى مقال الجمعة الماضية عن الظواهر المستحدثة والدخيلة على قيم مجتمعنا وقيم شبابنا الأصيلة، ومازالت قضية مستقبل الشباب المصرى والتحديات التى يواجهها، لم تنل القدر الكافى من الاهتمام لدى بعض مؤسسات الدولة المختلفة، حيث يشكل هذا الملف تحديًا كبيرًا فى ظل التغيرات والتحديات التى تمر بالمجتمع المصرى والعربي، وللأسف الفجوة بيننا وبين الشباب تزداد يوماً بعد الآخر وبالتالى تزداد معها مخاوفنا على هذا الجيل الذى تنتظره مهام جسام وغير مسبوقة.

 البعض يرى أن الشباب والجيل الجديد محظوظ بالتكنولوجيا والإنترنت والحداثة التى تحدث فى كافة المجالات ولكن هذه التطورات سلاح ذو حدين، نعم فهو يسهل إدارة الأشياء ويختصر الوقت والجهد، ولكن أيضا هو سلاح فتاك، إذا لم يُحسن استخدامه، ويكون تحت أعين أولياء الأمور والأسرة المصرية خاصة فيما يتعلق بصغار السن والمراهقين.

ما نشهده يوميا  من انفلات وسيولة عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وبعض وسائل الإعلام من خلال بعض الأعمال الدرامية وتقديم أشكال مشوهة ومستحدثة من ألوان الاداء والغناء الشعبى بأشكالها المختلفة وغيرها من المواد التى تقدم للأسرة المصرية، يجعلنا ننظر بمزيج من التخوف والترقب والاستياء لما يتم تقديمه ونتساءل هل سيستمر تقديم أعمال البلطجة والخمور والمخدرات والانتحار عبر المنصات التليفزيونية دون رقيب؟، هل ما زلنا لا ندرك خطورة وتأثير ونتاج ما يتم تقديمه وتسلله للبيت المصرى والأسرة المصرية؟ متى يضع المجتمع تلك القضية على رأس أولوياته ونرى تحركات جادة لضبط المحتوى الدرامى والإعلامى ومحتوى منصات التواصل الاجتماعي؟.

 ولا يمكن لنا ونحن نناقش تلك الظواهر إلا أن نؤكد على مسئولية الأسرة المصرية وتخليها أحيانا عن دورها، وتجاهل تثقيف الشباب وتركهم فريسة سهلة للفضاء الالكترونى الذى بات مصيدة للشباب تحت أشكال ومسميات واهية مختلفة منها التحرر أو لفت الأنظار أو الحرية أو التجارة والبحث عن مكسب سريع، وغيرها من الشعارات التى ترفع لاستقطابهم، وأيا كانت المسميات لابد وأن تكون تحت رقابة ومتابعة من المجتمع وتدخل المؤسسات المسئولة، ووجب تدخل الأسرة فهى بالفعل مسئولية مشتركة بين الجميع فنحن أمام تحدٍ كبير وظاهرة لابد من التصدى لها، والعمل على تسليط الضوء عليها فالشباب أغلى ما نملك والحفاظ عليها ومتابعتهم، وتعديل سلوكهم قضية قومية لا تقل أهمية عن التحديات التى تواجهها الدولة، سواء محاربة الإرهاب أو البناء والتأسيس لجمهورية جديدة، الإعلام والمؤسسات التثقيفية عليها دور هام فى ذلك، وأيضا الأسرة المصرية عليها دور أكبر فى متابعة أبنائها ومواجهة السلبيات. ولا شك أن المدرسة والجامعة ومؤسسات التعليم المختلفة والأزهر الشريف والكنيسة، وغيرها من المؤسسات التنويرية يجب أن تقوم بدورها ومسئوليتها فى تلك القضية الشائكة.

الحفاظ على الهوية المصرية وإعداد جيل جديد من الشباب يدرك حجم التغيرات التى تحدث فى المنطقة محليا وإقليميا ودوليا، بات قضية حياة أو موت لهذه الدولة التى دائما ما تمر بمحن وتحديات، يكون الوعى والثقافة والقدرة البشرية المترابطة هم حائط الصد الأول. وقد أدركت القيادة السياسية أهمية قضية الوعى وتأثيراتها فى مختلف المناحي،  وسبق وأن صرح بذلك الرئيس السيسى فى العديد من المناسبات حول أهمية قضية الوعى ودوره فى تقدم وتنمية المجتمع وضرورة الاستعداد بهؤلاء الشباب لما هو قادم من معارك وتحديات ولا سبيل إلا بتعاون الجميع لتعديل وتقويم سلوك شبابنا وتثقيفهم وتحديد ضوابط للفضاء الالكترونى ومواجهة تلك التحديات وإعداد جيل من الشباب الواعى المثقف المدرك لتاريخ وقيمة وأهمية هذا البلد العظيم.

---

عضو مجلس الشيوخ مساعد رئيس حزب الوفد