رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يدور بخاطرى يوم انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وتمكين جماعة طالبان من سيطرتها على الحكم هناك، لقد تركت القوات الأمريكية لهذه الجماعة كل سلاحها، سواء كانت أسلحة ثقيلة، بل حتى الأسلحة الخفيفة، كى تساعدها فى فرض سطوتها على البلاد.

منذ هذا التاريخ، وجميع السياسيين والمفكرين يتساءلون فى استغراب ودهشة، لماذا فعلت أمريكا هذا التصرف غير المفهوم؟ لماذا تركت أمريكا الحكم فى افغانستان لحركة طالبان؟ ليس هذا فحسب، بل ان القوات الامريكية قد تركت لهم كل أسلحتها الثقيلة، بل والخفيفة لكى تساعدها فى فرض سطوتها على البلاد؟ لمصلحة من هذا التصرف غير المتوقع؟ كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير والكثير لا أجد لها اجابة مقنعة.

إذا عدت بالتفكير إلى ما قبل انسحاب أمريكا من افغانستان، حين كان الروس متواجدين فى أفغانستان كما كانت امريكا أيضا هناك، حينها لم تتمكن أمريكا من طرد الروس بسبب سوء التضاريس فى تلك المنطقة، فى هذا التوقيت فكرت أمريكا فى انشاء تنظيم إسلامى تستطيع من خلاله مواجهة التمدد الروسى فى المنطقة، فأنشأت ما يعرف بتنظيم القاعدة، وجاءت ببن لادن زعيم القاعدة ومكنته وجماعته من التغلغل فى المنطقة، وبالفعل استطاعت أمريكا من خلال هذا التنظيم من طرد الروس من أفغانستان.

وبعد تنفيذ تنظيم القاعدة المهمة الموكلة اليه فكرت أمريكا فى التخلص منه، الا انه لقنها درسا لن تنساه، فكانت احداث 11 سبتمبر سنة 2001، تلك الحادثة التى دمرت فيها برج التجارة العالمى أكبر المبانى الامريكية، بتدبير وتخطيط من زعيم القاعدة وجماعته، فضلا عن تهديدهم مبنى البنتاجون. منذ هذا التاريخ عقدت أمريكا العزم على الثأر لنفسها من الإسلام والمسلمين باعتبار انهم منبع الإرهاب والتطرف، فدبرت أمريكا وانجلترا وفرنسا وحلفاؤهم من الدول الغربية المخطط المعروف بالفوضى الخلاقة او ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.

وبالفعل بدأت أمريكا وحلفاؤها تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد، مستعينة بإخوان الشياطين فى مصر وسوريا والعراق من اجل إيجاد الوقيعة بين أطياف الشعب المختلفة، وحين أخفق اخوان الشياطين فى مهمتهم، تفتق ذهن أمريكا وحلفائها إلى انشاء ما يعرف بجماعة داعش فى سوريا والعراق، كما دفعت بالبعض منها إلى ليبيا، هذا فضلا عن جماعة الحوثى فى اليمن، ليس هذا فحسب، بل ان أمريكا وبعد ان سيطرت على أفغانستان ارتأت انه لابد من إيجاد بديل لتنظيم القاعدة فى افغانستان، وبالفعل مكنت حركة طالبان كما ذكرنا من بسط سيطرتها هناك.

هكذا.. بات واضحا للعيان ان التطرف الدينى ما هو الا صناعة أمريكية، تستخدمه هى وحلفاؤها كعصا غليظة من اجل تحقيق مصالحهم فى منطقة الشرق الأوسط، تارة بدعوى الفوضى الخلاقة، وتارة اخرى بحجة رعاية حقوق الانسان. وما كان تصرف أمريكا الأخير من تمكين حركة طالبنا كما ذكرنا من السيطرة على حكم افغانستان، الا تمهيدا لدخول إيران من الحدود الشمالية، فان هذه الجماعة فى تقديرى مكلفة من أمريكا وحلفائها بحماية أفغانستان من التغلغل الروسى، وربما تستطيع عبور الحدود الشمالية لإيران ارضاء لإسرائيل.

حمى الله مصر وجيشها ورئيسها من شرور الغرب، والذى أتمنى ان تكون مشاكل سد النهضة ليست بتدبير من دول الغرب لجر مصر فى حرب لا يعرف مداها الا الله.

وتحيا مصر.