عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

شعور مؤسف، أن تجد إنسانًا يعاني من مشكلات أو أزمات، راغبًا في أن تساعده، من دون أن يُفْصِح لك بتفاصيل سر معاناته، لتقف مشدوهًا عاجزًا.. لا تستطيع أن تُقدم له أي نُصْحٍ أو مشورة.

ما لاحظتُه هو بعض التغيرات التي بَدَتْ عليه.. لم أعتدها في السابق، لكنه يبدو قَلِقًا حزينًا، يكابد الأحزان، ويتجرع مرارة الغَدْر والخِسَّة والنذالة، ويداهمه اليأس من كل مكان!

قلتُ في نفسي: قد يستطيع الإنسان أن يُقَدِّم الحلول للآخرين، بطريقة مثالية وعبقرية، وأن يكون لهم بمثابة المنقِذ والمخلِّص.. أما أن يؤمن هو بتلك النظريات، ففي ذلك إعادة نظر!

في حياة كل إنسان «مرحلة حرجة»، تستمر شهورًا أو ربما سنوات.. مظاهرها مختلفة عمَّا سبقتها، يصحبها تحول جذري في أفكاره وسلوكياته وتصرفاته، خصوصًا عندما يعتقد أن خطواته أصبحت محسوبة ومتأنِّيَة.

تختلف مسميات المرحلة، من شخص لآخر.. فتكون عند البعض أزمة ثقة، أو سن اليأس.. وربما قمة النضوج لدى آخرين، وبالتالي تكون مرحلة مختلفة بكل ما تحمله من أبعادٍ إنسانية واجتماعية وسلوكية.

في مرحلة «أزمة الثقة»، تُلازم الإنسان علامات التوتر والاكتئاب، ويغلب عليه الحزن، أو ملاح الكآبة، أكثر من أي وقت مضى، ليُصاب بالقلق والخوف والإحساس بالذنب والعجز.. وصولًا إلى اليأس، إضافة لانخفاض النشاط وصعوبة التركيز.

ربما يعاني الكثيرون في هذه المرحلة من وجود نظرة تشاؤمية للمستقبل، والشعور بهبوط الروح المعنوية، والانشغال بأفكار سلبية في معظم الأوقات.. كما أنها ولأسباب عدة تختلف من شخص لآخر، ومن بيئة لغيرها.

لذلك فإن العلاج يحتاج إلى وقتٍ وصبرٍ وجُهْدٍ، وأن يعتاد الشخص على الإيحاء الذاتي لنفسه، عن طريق الإرادة القوية والعزيمة، وتقوية الإيمان، وطرد الكآبة بالتأملات، واستبعاد هؤلاء الذين يمثلون عبئًا ثقيلًا على حياتنا.

نتصور أنه عندما يكون الواقع أليمًا، فإنه يزداد صعوبة ومرارة، في ظل وجود هؤلاء المُحْبِطِين، من مُصَدِّري الأزمات والطاقات السلبية، الذين يضاعفون أعباءك ويُثقلون كاهلك.

عندما ينفد رصيد المحبة، وتصل العلاقات الإنسانية إلى درجة من عدم الاحتمال، فليس أمامكَ، إلا اللجوء للابتعاد والتجاهل، عزوفًا عن مشادَّات تكون إهدارًا للوقت بلا معنى، واستهلاكًا لرصيد المحبة دون جدوى.

أخيرًا.. ثق تمامًا بأن الشدائد والمِحَن، كاشفة لمعادن الناس، لذلك يجب ألا تُضَيِّع وقتك في عتابٍ أو لَوْمٍ، ولتكن لديك قناعة راسخة بأن النفوس الكريمة والكبيرة لا تؤثر فيها النَّكَبَات أو الغَدْر.

فصل الخطاب:

تقول «أوبرا وينفري»: أنتَ وحدكَ المسؤول عن حياتك.. إذا كنتَ تنتظرُ أحدًا ليُساعدكَ أو يُنقذكَ أو يُصلحكَ، فإنك تُضَيِّع وقتك!

[email protected]