رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

الهجوم الذي تعرضت له كريستالينا جورجيفا، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي في الأسابيع الأخيرة والتحقيقات التي جرت معها والاتهامات التي وجهت إليها تكشف جانباً خفياً مما يجري في كواليس هذه المنظمة الدولية المهمة، وتقدم دليلاً جديداً عما يعتقده كثيرون بعدم حيادية مثل هذه المنظمات وافتقاد أعمالها للشفافية الكافية، وأنها لا تعدو أن تكون آلية ناعمة في الأيدى الخشنة التي تحكم العالم.

من المعروف أن صندوق النقد الدولي مع البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية يمثل الثالوث المتحكم في مسارات الاقتصاد العالمي، وهو الثالوث الذي تمخضت عنه اجتماعات بريتون وودز في العام ١٩٤٥ التي بحثت كيفية معالجة آثار الخراب والدمار الذي لحق بالاقتصاد العالمي- باستثناء أمريكا- من جراء الحرب العالمية الثانية.

والحكاية باختصار أن المديرة التنفيذية للصندوق تم اتهامها بأنها إبان عملها مديرة تنفيذية للبنك الدولي مارست ضغوطاً على فريق عمل يختص بإعداد تقرير ممارسة الأعمال حول العالم بهدف رفع تصنيف الصين في مؤشرات التقرير أملاً في الحصول على تمويل إضافي من الصين وهو- حسب الاتهام- ما حدث بالفعل وأن ترتيب الصين تقدم بأكثر من ٩ درجات في التقرير عبر اتباع منهجية مغايرة عما هو متعارف عليه في إعداد تقرير ممارسة الأعمال.

ورغم أن التحقيقات التي جرت مع جورجيفا انتهت إلى تبرئة ساحتها في إطار لعبة التوازنات داخل المنظمة الدولية الأهم، إلا أن ماجرى دعم مواقف أطراف كثيرة تطالب بإعادة النظر في آليات عمل صندوق النقد والبنك الدولي وصولاً إلى ضرورة صياغة استراتيجية جديدة لهذه المنظمات الدولية التي باتت تقاريرها السلبية سيفاً مصلتاً على رقاب الفقراء في أنحاء العالم.

بل إن بعض هذه الأطراف طالبت بإعادة النظر في كثير من التقارير الصادرة عن الصندوق في السنوات الأخيرة سواء أكانت إيجابية أو سلبية بدعوى عدم نزاهتها وافتقادها للحيادية، وأن مثل هذه التقارير طالما استخدمت لأغراض سياسية سواء بالضغط على بعض الدول أو بتشجيع دول أخرى على انتهاج سياسات تحقق مصالح القوى المهيمنة على أعمال الصندوق.

وإذا كنا في مصر لا ننسى تجربتنا السيئة مع البنك الدولي عندما سحب عرض تمويل بناء السد العالي في خمسينات القرن الماضي خضوعاً لضغوط فرنسا وبريطانيا في ذلك الوقت فهذا يدفعنا من باب أولى إلى ضرورة التعامل بحذر مع التقارير الصادرة عن هذه المؤسسات ولا نفرح كثيراً عندما تشيد بنا ولا نحزن عندما تنتقدنا.. فالمسيرة تدل على المسير، ومن يدفع للزمار يحدد نوعية اللحن.