رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

تابعت ومعى الملايين ما تداولته بعض مواقع السوشيال ميديا، خلال الأسبوع الماضي، واقعة للقبض على مجموعة من الشباب وهم عراة خلال نقل المفروشات المنزلية واحتفالات الزواج لعروس، ويمثل هذا الفيديو ناقوس خطر للمجتمع بأسره، وينذر بأسوأ العواقب، ولا يجب أن يمر مرور الكرام وخاصة من أساتذة علم النفس والسلوك وعلماء المجتمع، ويجب أن ينتفض الجميع لكى نبحث ونتساءل عما يحدث من تحولات دراماتيكية لسلوك البعض من شبابنا ومستقبل أمتنا؟ وهل يعكس هذا السلوك خللا فى المعايير التى كانت تميزنا من الشهامة والجدعنة ومعرفة الأصول والكرم والتدين، وغيرها من الصفات والقيم الحميدة التى تعلمناها منذ الصغر؟ وهل يبرز هذا السلوك وما شابهه غياب لبعض القيم التى تربينا عليها، أم هو مجرد نتيجة طبيعية ورد فعل متوقع لحب الظهور ورغبة فى عمل شيء غير مألوف من أجل إثارة متابعات وشغف الآخرين كنتيجة مزعجة لانتشار منصات السوشيال ميديا وحب الظهور ولفت الانتباه؟

وللأسف تعددت الفيديوهات التى تعكس خللا واضحا فى طريقة إدراك بعض من شبابنا لقيمنا الموروثة، وشاهدنا أيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، فيديوهات أخرى لشباب لم يتجاوز العشرين عاما من عمره وهو يرقص شبه عارٍ فى بعض الأفراح، فى مشهد عجيب وغير مألوف لمجتمعنا المصري، وبالقطع لا يمكن فصل تلك المشاهد عن تلك الأخرى التى انتشرت لحفلات «راب» حضرها عشرون ألف شاب، وحفلات صاخبة، لألوان شاذة من الأداء وليس الغناء، بمشاهد غير طبيعية فى ساحل مصر الشمالى خلال الصيف المنقضي، ولا اعتراض إطلاقا على الحفلات والانطلاق والاستمتاع بألوان الغناء المختلفة إذا كانت فى إطار مألوف وليس بها من تلك الظواهر المخيفة من تجرد من الملابس واستخدام الآلات الحادة وإشعال نيران واستعراض مرعب للقوة وتعمد الخروج عن المألوف.

لقد حبانا الله ثروة وطاقة شبابية هائلة، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى وجود حوالى 22 مليون شاب أعمارهم ما بين 18 و29 عاما  وحوالى 20 مليونًا آخرين بين 30 و45 عامًا، فى حين يوجد ما يقرب من 40% من الشعب المصرى أقل من 18 عامًا، ولا يمكن إطلاق تصور عدم توجيه واستغلال تلك الطاقات من أجل بناء وتنمية وطننا العريق و بناء الجمهورية الجديدة كدولة عصرية حديثة تستطيع القضاء على تحدياتها وتتطلع لمستقبل مشرق ولمكانة دولية وإقليمية تستحقها.

 نمتلك كنزا حقيقيا من الشباب والقوة الفتية التى تستطيع صنع المعجزات إذا تكاتفنا معا واستطعنا الابتعاد بهم عن كافة مخططات الاستهداف و الإفساد وهدم القيم وإفساد الذوق العام ومجابهة تلك التحديات التى تنخر فى جسد مجتمعنا العريق المحافظ وقيمه وثوابته وتقاليده الراسخة عبر آلاف السنين، ولا شك أن حجم المسئولية الملقاة على كافة مؤسسات التوجيه والإرشاد فى الدولة كبير للغاية، وليس هناك من حل حقيقى سوى تضافر كافة الجهود التى تبدأ بالبحث والتحليل والدراسة العلمية لكل ما هو غير مألوف على مجتمعنا وشبابنا، وانتهاء بوجود استراتيجيات حلول واقعية وخطط قصيرة وبعيدة المدى، وتقييم لنتائجها وآثارها، أملا فى استبقاء قيمنا الأصيلة الراسخة من أجل مستقبل أكثر إشراقا للأجيال.

ندرك جميعا أن الفنون المختلفة كالغناء والدراما والمسرح والسينما وغيرها، كانت ولا تزال أهم مصادر تشكيل الوعى الثقافى والاجتماعى للمجتمعات، ولا ننسى أنها كانت أيضا أهم مصادر قوة مصر الناعمة فى إقليمها ومحيطها والعالم أجمع، ومن هنا فلابد أن تكون خطط استراتيجية مستحدثة وعصرية لإعادة إحياء فنوننا العريقة، ويبدو أن الأهم فى تلك الفترة هو استحداث آليات واضحة لضبط المحتوى المختلف عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة وطريقة تداوله والمسئوليات الملقاة على كافة الأطراف لضبط المسار، فهى صورة دولة ومستقبل أجيال وطموح بناء دولة قوية طموحة شابة وعصرية تسعى لمكانة عالمية وإقليمية تستحقها.

--

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد