عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

الكلمة التى وردت ضمن خطاب الرئيس السيسى يوم الثلاثاء الماضى، والمناسبة التى قيلت فيها، تلخص جوهر مسيرة هذا الشعب ونضاله التاريخى فى صنع الحياة.

أما الكلمة فهى أن فضل شعب مصر على جيش مصر لا ينسى أبدا وأما المناسبة فهى الاحتفال بذكرى انتصارات اكتوبر العظيمة التى أعادت رسم خرائط الجغرافيا وأعادت كتابة صفحات التاريخ.

نعم انه الشعب الخالد الذى أدرك ومنذ الزمان السحيق عندما هبط المصريون إلى الوادى متكاتفين متماسكين ليشيدوا قراهم على ضفاف النهر ويبنوا حضارة هى الأعظم فى التاريخ الإنسانى.

أدرك المصريون ضرورة أن يكون للشعب جيش يحميه ويذود عن مقدساته ومنجزاته، وأن هذا الجيش لابد أن يكون من أبناء الشعب كل الشعب، ويتشرب جنوده وقادتة عقيدة وطنية راسخة لا تتزعزع عقيدة جلية وواضحة ملخصها الوطن ثم الوطن ثم الوطن ولاء كامل واستعداد للفداء والتضحية فى أى لحظة.

انه الجيش الذى كان ولا يزال قوامه وعماده الرئيسى أبناء الفلاحين.. الجيش الذى حمى ووفر الأمان والفرصة لازدهار الحياة فى المدن والقرى والكفور والنجوع وتشييد المعابد وإبداع العمران الخالد وصنع الحضارة وصياغة القيم الإنسانية العليا منذ فجر الضمير.

لذلك يعتبر الكثيرون وانا من هؤلاء أن الجيش هو الابن البكرى الصالح والفالح فى العائلة المصرية فى الملمات تهرع اليه العائلة تطلب النجدة وتحتمى به، وفى كل مرة يكون عند حسن ظن العائلة، ويؤدى المطلوب منه على أفضل ما يكون. إنها العلاقة الفريدة التى لا يفهمها الأعداء مع أن المعادلة بسيطة وواضحة.. المعادلة التى تتجلى وتتجسد فى كل الظروف وفى تضحيات الجميع.

المصرى الفقير قبل الغنى يقتطع من كسرة خبزه من أجل الجيش بعد هزيمة ٦٧، الشيوخ قبل الشباب مستعدون للذهاب إلى الجبهة للأخذ بالثأر لا يمكن لقوة فى العالم أن تقنع المصريين بالاستسلام للهزيمة وقبول الأمر الواقع، ولم يكن يملك أى حاكم مهما كانت شعبيته أى خيار سوى الحرب واسترداد الأرض والكرامة وتنفيذ إرادة الشعب.

لذلك جاءت المعجزات من أبناء الشعب البسطاء فى ملحمة أكتوبر، فها هو المجند عبدالعاطى ابن الشرقية يصطاد الدبابات وها هو الشاويش إدريس يقترح اللهجة النوبية شفرة لتبادل المعلومات والأوامر

وها هو الضابط زكى باقى يقترح هدم الساتر الترابى بخراطيم المياه وهاهو الطيار صبحى الشيخ الذى لم يتجاوز عمره ٢٣عاما يقتحم بطائرته قاعدة جوية إسرائيلية ليفجر ثلاث طائرات للعدو أثناء خروجها من الدشم ويذهب إلى ربه شهيدا ويؤدى القائد العام للقوات المسلحة التحية العسكرية لأم الشهيد السيدة الريفية البسيطة، اكراما ووفاء لبطولة وتضحية ابنها البطل، وها هو الشعب الخالد فى كل شبر فى الأرض الطيبة، يرفع راسه للعالم ويقول ها انا ذا فلا تخافوا على مصر أيها المصريون سوف تبقى مصر عزيزة كريمة ابية ما بقيت الحياة على الأرض.

انه الشعب الخالد ومصر الخالدة التى عبر عنها توفيق الحكيم فى مقال له صبيحة يوم النصر، فقال: «مصر هى دائما مصر تحسبها الدنيا قد نامت لكن روحها لا تنام، واذا هجعت قليلا فإن لها هبة وزمجرة ثم قيام وقد هبت مصر وزمجرت ليدرك العالم أنها فى لحظات تستطيع ان تصنع المستحيل فلا ينخدع أحد فى هدوئها وسكونها».