رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذهب العريس الشاب الذى يبلغ من العمر أربعة وعشرين عامًا لاستلام عفشه من تاجر الموبيليا بدمياط وكان قد حجز ثلاث غرف ودفع قيمتها كاملة، ليكتشف أن التاجر باع العفش، وطلب منه أن يختار بدلًا منه وفرحه بعد يومين، طالبه الشاب بقيمة ما دفع، لم يعجب الحوار صاحب المحل وأخرج طبنجته وأمطره بوابل من الطلقات أرداه قتيلاً فى الحال وأصاب شقيقه الذى كان يرافقه فى نقل الموبيليا وهو الآن بين الحياة والموت.

تدخل طالب الهندسة فى مشاجرة أمام منزله بين سائق توك توك وصبى صغير، ووقف طالب الهندسة ليصلح بينهما، أخرج سائق التوكتوك المطواة وطعنه عدة طعنات فى قلبه أرداه قتيلاً أمام والدته لتسقط أمامه وتدخل فى غيبوبة من هول الصدمة وضياع فلذة كبدها أمام عينيها.

حكايات لا حصر لها من جرائم عشوائية تكون لغة الحوار فيها هى، السلاح الأبيض، الذى يمكن أن يقضى على حياة برىء وتضيع مستقبل وحياة اسرته فى أقل من ثوان، جرائم بشعة نقرأ عنها كل يوم، لا تفاهم ولا حوار إلا باستخدام السلاح الأبيض ولغة القتل أصبحت هى السائدة، يمكن استخدامها، لحل قضايانا المجتمعية والتى أحياناً تكون تصرفات عابرة بين شخصين على موقف تافه لا قيمة له ليتحول إلى جريمة قتل فى غضون ثوان.

كيف هانت النفس البشرية علينا إلى هذا الحد، وكيف أصبحنا لا نساوى حتى قيمة طلقة رصاص أو سنجة، كما يطلق عليها الأشقياء والمجرمون لا تتعدى قيمتها ملاليم تنهار أمامها حياة برىء وأحلام أسر بأكملها يضيع مستقبلها ومباهج الحياة كلها تنقشع من حياتهم، بعد أن سقط ابنهم أو غيره صريعا أمامهم وبلا ذنب يذكر و«بأى ذنب قتل»، وإذا كنا نتجه لحرب الإرهاب فإننا أمام إرهاب خطير وشرس وأقوى من المفهوم القديم للإرهاب التقليدى والذى تقضى عليه قواتنا المسلحة ببسالة وعزيمة.

حقاً نحن أمام إرهاب آخر وقوى ومسرطن يستشرى داخل عروقنا وبيوتنا وبين جنبات حاراتنا الهادئة وبين المحال الصغيرة والبيوت الدافئة التى لا تكن شرًا أو كيدًا لأحد، لكن ما يحدث بين الأزقة والطرقات والبيوت والشوارع جعلنا نعيش حالة من الرعب والهلع، للأسف كتم الأصوات، للأسف صاحب الحق عاجز عن أن ينطق أو يطالب بحقه بعد أن تحولت الألسنة إلى سلاح أبيض، يقبض الروح فى لمح البصر، لا تفاهم للحوار، لا نقاش ولا أخوة كما كنا نعهد ذلك، ماذا حدث لنا وماذا حدث لمجتمعنا الطيب الجميل المتعاون الذى لم تكن تلك أخلاقه فى يوم ما.

وأخيرًا لن نستطيع أن نصلح ما مضى ولكن باستطاعتنا إصلاح القادم وأن تشدد عقوبة حمل السلاح الأبيض وتجدول ضمن قانون الإرهاب ويطلق عليها أقصى العقوبة المشددة ربما تصل للأشغال الشاقة أو الإعدام. أعتقد أن لا أحد سوف يحمل هذه الأسلحة البيضاء التى تلوثت بدماء المجتمع وأزهقت أرواح الأبرياء.

‏mervatelsayed [email protected]