رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لاتزال قضية تجديد الخطاب الدينى إحدى القضايا الهامة والشائكة فى كافة مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وتحتل صدارة الأولويات لو أردنا تحديثا حقيقيا فى الفكر، يقود بالقطع لدولة عصرية حديثة، ولإدراك الرئيس عبدالفتاح السيسى هذه الأهمية والأولوية لم يترك مناسبة إلا وكرر النداء لكافة المؤسسات المعنية وعلى رأسها الأزهر الشريف بضرورة اتخاذ خطوات وإجراءات جادة لمواجهة الأفكار الغريبة والشاذة والمتطرفة أيضا لما لها من تداعيات سلبية على المجتمع ككل لا على أصحابها فقط، ولا شك أن حرية العقيدة أحد أهم الموضوعات، والتى ربما يشكل الخلاف فيها أحد أهم دوافع التطرف والإرهاب لإيمان وقناعة المتطرفين من كافة الأديان بأحقيتهم فى فرض رؤية واحدة لا تقبل الآخر ومعتقداته.

وكعادته منذ أيامه الأولى، فقد كان الرئيس السيسى واضحا وجادا فى اقتحام كل هو شائك، وخشى من قبله دوما على الاقتراب منه، و منذ أيام كانت كلماته واضحة لا لبس فيها وتنم عن قناعات راسخة بضرورة وضع التصور والحلول لكل ما يؤرق الوطن من مشكلات تهدد سلمه الاجتماعى وظواهر دخيلة على مجتمع اتسم بالتسامح طيلة وجوده وتاريخه. وجاءت الدعوة الصادقة للرئيس السيسى مؤكدة مرة أخرى على أن حرية الاعتقاد وحرية الفكر جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان ولذلك جاءت كجزء أصيل ضمن أول استراتيجية مصرية وطنية لحقوق الانسان فى مصر، والتى ستصبح إحدى ركائز الجمهورية المصرية الجديدة، ومما لاشك فيه سيكون لذلك عظيم الأثر فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية مصر2030، والتى تقوم على أساس كامل من المواساة بين جميع المواطنين وتعمل على تحقيق الأمن الاجتماعى والاقتصادى والفكرى لكل مصرى على أرض الوطن وخارجه.

 دعوة الرئيس جاءت لتتماشى مع طبيعة الشعب المصرى الذى لم يعرف التعصب أو التفرقة على حسب المعتقد فكانت ومازالت الحارة المصرية تضم «المسلم والمسيحي» وكذلك ممن يعتنقون اليهودية، والمسكن الواحد يضم المسيحى والمسلم واليهودي، دون حدوث أية مشكلات أو فتن، و دوما يعيش المصريون فى أجواء تعايش وسلام اجتماعى متفردة واحترام تام لمعتقدات ومقدسات وعادات وفكر الآخرين، ولكن اللافت للنظر فى دعوة الرئيس السيسى سواء المتعلقة بقبول الآخر والتسامح، أو حرية المعتقد، أنها تطرقت للتفاصيل وآليات التنفيذ بداية من المناهج التعليمية مرورا بالإعلام والدور التوعوى الذى يتوجب عليه القيام به وصولا للمساجد وإعداد جيل جديد من الدعاة والأئمة وغيرها من التفاصيل، التى تعكس اهتمام الرئيس بهذه المبادرة وتضمن لها النجاح وذلك بما يتماشى مع صحيح الدين الإسلامى الوسطي، وقيمه وتعاليمه السمحة، ورهان تام على وعى المصريين.

 وهنا لابد وأن نؤكد على أهمية هذا الطرح وضرورة مشاركة كافة مؤسسات الدولة حيث يوجد مؤسسات لابد وأن تكون هى العنصر الأساسى فى هذه المبادرة، مثل مؤسسة الأزهر الشريف، التى تمتلك من العلم والعلماء ما يسهل هذه المهمة الكبيرة وأيضا بما له من رصيد واحترام ومكانة عند المصريين، وذلك بجانب مؤسسات أخرى كوزارة الأوقاف و وزارة التربية والتعليم، و وزارة التعليم العالي، والهيئة الوطنية للإعلام وغيرها من المؤسسات التى تستطيع التأثير فى ثقافة ووعى المصريين، كذلك المجتمع المدني، المنظمات والأحزاب والقوى سياسية، وأن يكون هناك رؤية عامة تعمل على تفعيل دعوة الرئيس فى الشارع المصرى سواء من خلال ندوات تثقيفية وحملات توعية أو إنشاء أعمال فنية ودرامية تتبنى التسامح وحرية المعتقد، وأن يكون هناك جيل جديد برؤية حديثة، يؤمن بالمواطنة والتعايش والتسامح، كعادة هذا الشعب الطيب، وما أحوجنا هذه الأيام أن نتسامح وأن يحترم كل منا الآخر بعيدا عن لغة التعصب والكراهية، ولنا فى كتابه الحكيم نبراس وطريق قويم للهدى، ويقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»

 

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد