رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصلح بصفة عامة هو خير لأى متخاصمين، فإن استمرار الخلافات سوف يترتب عنها بلا شك اضرار بالغة، فقد أخبرنا الرسول الكريم عن فضل الصلح بين المتخاصمين.. فقال صلى الله عليه وسلم « أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ؟” قَالُوا: بَلَى، قَالَ: إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ ».

مصرنا العزيزة مرت بالعديد من الخلافات الدولية التى ترتب على بعضها حروب دامية، اغلب هذه الخلافات كانت بين مصر وإسرائيل بسبب المشكلة الفلسطينية، وقد استمرت هذه الخلافات لعدة سنوات، ورغم ان مصر لم تكن الطرف الرئيسى فى هذا الخلاف لكنها كانت تتحمل العبء الأكبر نظرا لمكانتها باعتبارها الشقيقة الكبرى للدول العربية، فقد ضحت مصر فى سبيل انهاء هذه المشكلة بأرواح العديد من رجالها الذين استشهدوا فى الحروب التى دارت مع الجانب الإسرائيلي، كما بذلت من خيراتها مبالغ طائلة فى اعداد جيش قادر على المواجهة.

وحين تولى الرئيس السادات حكم مصر استطاع بجسارته ان يقود البلاد إلى طريق النصر فى حرب أكتوبر سنة 1973، كما استطاع بفطنته أن يحقق السلام مع الجانب الإسرائيلي، فهو يعلم جيدا أن الصلح سيكون فيه خير للبلاد، الا ان أشقاءنا فى الدول العربية قد رفضوا مبدأ الصلح مع إسرائيل، مما اضطر الرئيس السادات كما نعلم جميعا ان يمضى منفردا فى محادثات السلام والتى انتهت بمعاهدة كامب ديفيد عام 1978، ومنذ توقيع مصر هذه المعاهدة وهى تسير فى طريق البناء وتصحيح الأوضاع المترتبة على الحرب.

ونظرا لأن مصر لم تكن الطرف الرئيسى فى المشكلة الفلسطينية، فكان لابد على الدولة فلسطين ممثلة فى الفصائل الفلسطينية أن يتولوا بأنفسهم التفاوض مع الجانب الإسرائيلى وصولا لتسوية شاملة للصراع الفلسطينى الإسرائيلي، الا ان هذه الفصائل مع الأسف الشديد قد احتدم الخلاف بينها، وقد حاولت مصر والأردن وباقى الدول العربية تقريب وجهات النظر بين هذه الفصائل، ولكن البادى أن الخلاف بينهم عميق فكل فصيل يرى أنه الاحق بالحكم من غيره، وهو ما أدى إلى فشل جميع المبادرات الرامية للتقريب بين هذه الفصائل.

من هنا.. فإننى أتصور أن المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية أصبحت من المشاكل المستعصية على الحل، فعلى الجانب الفلسطيني، هناك الخلاف القائم بين الفصائل المختلفة على حكم الدولة الفلسطينية المزمع اقامتها مستقبلا، والبادى ان كل فصيل يرى انه أحق بالحكم من غيره وبالتالى فمن الصعب التنازل عن هذا الحق. وعلى الجانب الاخر فإن إسرائيل تتمسك بضرورة اتفاق جميع الفصائل أولا قبل بدء مباحثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، فهى ترى انه من غير المنطقى الاتفاق مع بعض الفصائل ثم يأتى فصيل اخر يحلل نفسه من هذا الاتفاق.

ما دفعنى لكتابة هذا المقال رغم انه قد سبق لى الكتابة عن هذا الموضوع مرارا وتكرارا، هو ما قرأته فى بعض الصحف عن تبنى مصر بعض المحاولات الرامية لإيجاد حلا لهذه المشكلة، فقد أذيع مؤخرا عن لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلى مع الرئيس السيسي، وبالضرورة انهما قد توصلا إلى اتفاق لحل معين لهذه المشكلة. وعلى كل حال أرجو الله ان يهدى الفصائل الفلسطينية للصلح فيما بينهم، فالصلح خير بالنسبة لهم ولباقى المنطقة العربية، كما اتمنى من الله ان يوفق مصر دائما من اجل لم شمل الاشقاء العرب لما فيه خير للامة العربية كلها.

ولا يفوتنى فى هذا المقال أن أنعى بطلًا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة هو المشير حسين طنطاوي، فقد ساهم فى صناعة أعظم الأمجاد والبطولات التى سُجلت بحروف من نور فى التاريخ المصري، فقد كان قائدًا ورجل دولة تولى مسؤولية إدارة البلاد فى فترة عصبة تصدى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر التى أحاطت بمصرنا العزيزة، تغمد الله الفقيد برحمته، وألهم أهله، ومحبيه الصبر، والسلوان.

وتحيا مصر.