ع الطاير
الدكتور يوسف إدريس وهو طبعا كاتب كبير غنى عن التعريف، كتب زمان فى منتصف الستينيات مجموعة قصصية رائعة ومؤلمة جدا، واختار لها عنوان لغة الآى آى، وهو يقصد فعلا لغة التوجع من ألم المرض والفقر والبؤس، ويبدو أنه كطبيب عايش المرضى وآلامهم فكتب هذه المجموعة القصصية المؤلمة، والتى تضم 12 قصة قصيرة، إحداها تحمل هذا العنوان الذى اختاره للمجموعة القصصية كلها، والعجيب أنه رغم قسوة أحداث هذه القصص والإمعان فى التراجيديا والسواد إلا أن هذه المجموعة القصصية لاقت نجاحا مبهرا، يبدو أنه بسبب أسلوب يوسف إدريس العبقرى وإتقانه فن حكى القصة القصيرة.
الحقيقة مش عارف ليه تذكرت هذه المجموعة القصصية وعنوانها الغريب عندما رأيت احتفالية معهد آى تى آي اللى هو يعنى اختصار معهد تكنولوجيا المعلومات Information Technology Institute الذى شهده الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذى جاء هذا العام يحمل عنوان: «كوادر مصرية شابة فى مهن المستقبل» بهدف تسليط الضوء على حصاد عمل المعهد فى تبنى وتطوير البرامج والتخصصات التى تخدم المهارات الأكثر طلبا فى السوق العالمى، ومنها الذكاء الاصطناعى وأمن المعلومات وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات والوسائط المتعددة والألعاب الإلكترونية، وتم تخريج دفعة متميزة قوامها نحو 6,000 خريج ومتدرب عبر البرامج التدريبية المباشرة وإتاحة المحتوى ووصوله لما يزيد على 240,000 مستفيد عبر المنصة الرقمية للمعهد للتعلم الإلكترونى مهارة تك.
طيب إيه العلاقة بين قصة يوسف إدريس وحفل تخرج معهد التكنولوجيا؟ طبعا تقدر تقول كدة الضد يظهر حسنة الضد يعنى أفراح هنا وآلام هناك حياة هنا وموت هناك أمل هنا ومعاناة ويأس هناك.. ويبدو أن شباب اليوم غير شباب الستينيات والسبعينيات وما بعدها، حيث كان الشباب يقبل على قراءة قصص وروايات وأفلام معظمها دراماتيكى تراجيدى ويمكن مش بس الشباب ده كمان ستات البيوت والآباء والأجداد مش عارف إيه المزاج والحكمة فى الفرجة على أو قراءة أحداث نكد فى نكد إنما بقى شباب الأيام دى ما شاء الله فاهم ولا يضيع وقته وأكيد فاهم إن الحاضر والمستقبل للغة الآى تى ومفيش طاقة ولا وقت للألم والنكد ولغة الآى آى بتاع أفلام ورويات زمان.. وعارف كويس إن وظائف اليوم والمستقبل تخصصات أى تى وأن العالم يشهد تحولات هائلة بظهور التكنولوجيات ذات التأثير الواسع مثل الذكاء الاصطناعى وانترنت الأشياء والحوسبة السحابية والجيل الخامس.
وطبعا كورونا والجائحة دى يعنى ساهمت فى تسريع وتيرة الإقبال على التكنولوجيا، حيث الاعتماد على أساليب العمل والتعلم والتواصل الاجتماعى عن بعد، وأكيد من المتوقع استمرار هذه الآليات حتى بعد انتهاء الجائحة وطبعا عشان تحصل على وظيفة مرموقة بمرتبات خيالية أو تبدأ عملك الخاص لازم تعرف لغة الآى تى وتنسى خالص لغة الآى آى بتاع يوسف إدريس لأن الدنيا لا تنتظر أحدا ولا تبكي على أحد فقط عليك أن تكون جاهزا ومتخصصا بقوة ومتطورا دائما وأن ترفع شعار لا وقت للألم ولا وقت للندم عيش حياتك وتسلح بالعلم وتكنولوجيا المعلومات.