الشعب يريد:
رحم الله الحاج محمود العربى.. اسطورة المنوفية الحديثة.. حقًا أسطورة فى حياته ومماته.. وأحمد الله أن عرفت الحاج محمود العربى والمهندس حسن درة والمهندس فريد خميس وكم كتبت عنهم فى حياتهم وأيضًا فى مماتهم، فهم حقًا رجال الصناعة والبناء، وكان همهم ما ينفع الناس وتوطين الصناعة فى مصر وليس استيرادها أو تهريبها أيهما أكسب!!
المصريون الثلاثة، والوطنيون حتى النخاع دخلوا البرلمان.. وكان نهجهم متميزًا عن كل من دخل البرلمان منذ انشاء الجمعية التأسيسة فى مصر.
عرفنى المهندس الراحل محمد حسن درة بالحاج محمود العربى وذهبت له بمكتبه الذى طالما اعتز به بمنطقة الحسين، ومنه عرفت كيف أساعد الناس بعمل أو مشروع صغير ولا اساعده ماليًا لمرة أو عدة مرات ثم أتركهم.. وعرفت كيف أن مساعدة طفل أو انسان فى حفظ آية قرآنية واحدة قد تغير حياته، وسألنى فى بداية اللقاء عن الآية القرآنية الراسخة فى الوعى لدى؟ وقلت له «الآية 9» من سورة النساء، حيث حفظتها من جدى وفرها لى فى الخامسة من عمرى وهى «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديدًا» ورد الحمد لله.. من يتعرف على القرآن يعمل ولا يندم وخير الأمور ما ينفع الناس وحكى لى بداياته وأنا أسأل ولم يمل من الاجابة.. وكتبت عنه فى بداية اقامة القلعة الصناعية وأهم ما خرجت به من اللقاء الودى والنافع لى أن من يقترب من بلده يحيا بعد الممات ومن يُدفن فى قريته يناله الحسنات حيا وميتا وكأنه كان يقرأ ما سوف يحدث له بعد عشرات السنوات.. أما المهندس درة رحمه الله فقال لى «شفتى بقى إن فى مصر ما هو أفضل منى» وكان ردى كل منكما بار بأهله وقريته بل ومحافظته وحقًا ما قدمه العربى ودرة لا يقدر إلا من الله عز وجل.. وسوف أقدمه بإذن الله لأنى سجلته وأراه ينفع الناس.
محمود العربى عندما دخل البرلمان لم يكن يتحدث إلا قليلاً، وأذكر أن أحد الوزراء الأقوياء قال له «إحنا اخترناك لتتحدث لا لتصمت، وكان رده وأنا جيت لأنفع الناس، ولم أجد مناقشة ما يهمهم ولا ينفعهم وهنا الصمت أفضل»، وقال له الوزير تحدث فيما تشاء يا حاج ونحن تحت أمرك» وعندما أبديت اعجابى بما قال ودعوت له قال «البرلمان الآن «مكلمة» والناس تحتاج من يسمعها وينور طريقها بالعمل يا بنتى إذا الشاب وجد عملاً مناسبًا له وشقة سهلة التكلفة سواء ايجارا أو تمليكا فلن يتجه للمخدرات ولا الإرهاب ولا أحد يقدر يؤثر عليه.. محتاج حد يتابعه فى عمله، رئيسه مثلاً.. الانسانية كمعاملة تفعل المستحيل.. الكتاب اللى بيحفظ القرآن يفعل المستحيل.. إنما كلام فى كلام وتم إقاعة دور لرعاية المدمنين واصلاحية للأطفال المجرمين.. كل ده لا فائدة منه ابدأ بتربية الطفل وتعليم ومراعاة الأسرة.. نرجع يبقى لكل أسرة وقرية ونجع وعزبة كبير «يا عالم نبدأ صح» وبعد ذلك التزم الصمت طوال الدورة البرلمانية، وقال «لا عودة للبرلمان.. أنا حياتى وسط الناس وأبنائى العاملين معى»..
كنت أؤدى فريضة الحج وإذا بإنسان متواصع فى زيه ومنخفض الصوت يناجى ربه بالكعبة وعندما اقتربت منه وجدته الحاج محمود العربى وعلمت أنه يتحمل نفقات حج 300 مصرى من العاملين معه تقربًا لله عز وجل.
رحم الله محمود العربى وأدام نهجه لأولاده، وعزائى لهم ولقريته «أبورقبة» والتى أدعو الرئيس السيسى لإطلاق اسم العربى على قريته تكريمًا له ولأهله.
ورحم الله من مات وهدى من بقى