رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

في رحلة الحياة نلتقي كثيرًا من الناس، أو نسمع عن آخرين، لكن قليلًا منهم فقط يتركون إرثًا خالدًا وبصمات واضحة في مسيرتهم، تمتد إلى ما بعد رحيلهم، ليصبحوا مُلْهِمين للعمل الخيري والإنساني.

مؤخرًا، استعادت ذاكرتي قصيدة الشاعر إيليا أبوماضي بعنوان «الحَجَر الصغير»، عندما شاهدتُ الجنازة الشعبية المهيبة لرجل الأعمال «شهبندر التجار»، الشهير بـ«محمود العربي».

خلال قراءتي للقصيدة، تذكرت ما حدث قبل خمس سنوات، تلك المشاهد المؤثرة، في مليونية الوداع الأسطوري، لـ«صلاح عطية»، الذي حاز «سهم الخير الأعظم»، بعد تجارته الرابحة مع الله، حيث نجح في محاربة الفقر بالفقراء.

أبيات القصيدة الرائعة، تحكي قصة حَجَر صغير في سَدٍّ عملاق متراصّ الأحجار يشد بعضه بعضًا، يقف وراء المدينة السعيدة «البيضاء»، لكنه يشعر بالحزن لأنه مُحاط بأحجار كبيرة.

عندما يُرخي الليل سدوله على السَّد، يُنْصِت لأنين حَجَرٍ صغير في جداره، مستسلمًا ليأسه، يريد أن يتخلى عن مكانه، فلما فعل أغرقت مياه السد المتهدم، المدينة بأكملها، لتصبح منكوبة.

مفردات القصيدة، تشير إلى تماسك الأحجار كرمز لسعادة أفراد المجتمع المتآخين والمتعاونين.. حيث يؤدي كل فرد ما عليه من واجب وطني وديني، فإذا دبّ اليأس في قلوب أحدهم نتيجة ليأسه أو ضعفه، وتخلَّى عن دوره في خدمة الناس، سيختل التوازن وسَيَحِلُّ الهلاك على الجميع.

تلك المعاني الشعرية تتقاطع بشكل كبير مع هذين النموذجين الرائعين «العربي» و«عطية»، اللذين ضربا أروع الأمثلة في مختلف جوانب العطاء الإنساني، وحبهما لأعمال البر والإحسان، لتبقى أعمالهما الجليلة شامخة في الذاكرة، ونورًا لهما يوم القيامة.

لا شك أن ما يُبقي الإنسان خالدًا هو عمله الصالح وسيرته الطيبة بين أهله وجميع مَن عايشوه، وتناقلوا ما كان له من فضل بعد الله على وطنه، ولذلك فإن القائمة تطول برجال «صَدَقوا ما عاهدوا الله عليه».. وكل رجل من هؤلاء يعادل أمة بأكملها، بما في قلبه من خير انعكس على مجتمعه.

ربما القليل فقط من هؤلاء الخَيِّرين والمُحْسِنين عرفنا قيمتهم الحقيقية ومعدنهم الأصلي وحُسن صنيعهم ومدى إنسانيتهم وحجم إنجازاتهم وأياديهم البيضاء وسخاءهم على أبناء مجتمعهم، في حياتهم.. والكثير منهم قد لا نعرف عنهم شيئًا إلا بعد رحيلهم.

أخيرًا.. عندما تنهال ملايين الدعوات بالرحمة على أحدهم، وتُكتب فى شخصه آلاف الكلمات التى تُعظم من شأنه، فإن مثل هؤلاء يجب أن يكونوا النموذج الأمثل والقدوة الحقيقية لشبابنا، وأن تخلد ذكراهم الطيبة وإنجازاتهم، لتكون نبراسًا يضيء الطريق ويمنح الأمل.

فصل الخطاب:

كل ما أنفقتَه خَسِرتَه.. وكل ما أعطيتَه رَبِحتَه.

[email protected]