رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تدور فى ذهنى تساؤلات عديدة حول علاقة الغرب بالجماعات الإرهابية عامة، والإسلام السياسى المتطرف بصفة خاصة، وهل يقف الغرب ضد هذه الجماعات المتطرفة، ام ان هناك علاقات خفية بينهما؟

لقد بدأت نشأة الإسلام السياسى المتطرف فى مصر سنة 1924، بما يسمى جماعة الاخوان المسلمين، هذه الجماعة الإرهابية دعمتها بريطانيا منذ نشأتها بهدف مواجهة المد الثورى الذى ظهر فى مصر فى اعقاب ثورة 1919 ومطالبة شعب مصر آنذاك بالاستقلال والدستور. هذه الطفرة السياسية التى حلت على مصر، هى التى دفعت إنجلترا إلى الاستعانة بالتيار الإسلامى المتشدد الذى عرف بالإخوان المسلمين للوقوف فى وجه المد الثورى، وبالفعل بدأت هذه الجماعة نشاطها المتطرف بالتفجيرات واغتيال العديد من السياسيين فى مصر.

وحين جاءت ثورة 23 يوليو سنة 1952 بقيادة عبدالناصر، فقد نصب لها العداء نتيجة حادث المنشية الشهير، فأعدم حينها البعض كما اعتقل الكثير وفر الباقون للدول العربية المجاورة خاصة السعودية، وهناك نشطت تلك الجماعة فقامت بنشر افكارها المتطرفة هناك، كما انتقلت بعض قيادات الاخوان للإقامة فى إنجلترا على اعتبار انها بلدهم الام، والفعل رحبت بهم وظلت العلاقات طيبة بينهم، لدرجة ان مصر حين طلبت، فى الآونة الأخيرة، من إنجلترا وحليفتها أمريكا اعتبار الاخوان المسلمين جماعة إرهابية قوبل هذا الطلب بالرفض.

فى تقديرى، ان الهدف الحقيقى وراء مساندة واحتضان إنجلترا وحليفتها أمريكا لجماعة الاخوان الإرهابية، هو استعمال تلك الجماعة كأداة تستطيع من خلالها السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وحين يحدث انقلاب فى أى دولة فى دول المنطقة، فتكون تلك الجماعة هى الفصيل الجاهز لتولى قيادة البلاد، وهذا بالضبط ما شاهدناه فى مصر فى اعقاب ثورة 2011، فقد تولى الاخوان آنذاك الحكم بمساعدة إنجلترا وامريكا، وظل الحال على ما هو عليه حتى قامت ثورة 2013 التى أطاحت بحكم اخوان الشياطين.

ولمن لا يعلم.. فإن إنجلترا وحليفتها أمريكا لم تقفا عند مجرد احتضان الاخوان المسلمين، فحين دارت المعارك فى أفغانستان بين أمريكا والروس أنشأت أمريكا ما يعرف بتنظيم القاعدة برئاسة بن لادن الذى احضرته من السعودية لكى يشكل هذا التنظيم المتطرف لمواجهة الروس هناك، وبالفعل تمكن هذا التنظيم من طرد الروس من أفغانستان، وظلت العلاقة بين تنظيم القاعدة وامريكا طيبة حتى وقعت احداث 11 سبتمبر سنة 2001 التى تهدمت فيها أكبر المبانى الامريكية وراح ضحيتها الآلاف بين قتيل ومصاب.

وللحقيقة.. فمنذ احداث 11 سبتمبر سنة 2001 بدأت أمريكا وحلفاؤها من دول الغرب فى تغيير نظرتهم تجاه المسلمين عامة والإسلام السياسى بصفة خاصة، وبالفعل فقد أعدوا العدة للتنكيل بالمسلمين عامة والمتطرفين منهم بصفة خاصة عن طريق المخطط المسموم المعروف بالربيع العربى، الذى شاهدنا أثره رأى العين فى مصر فى اعقاب ثورة 25 يناير سنة 2011، ولولا رعايا الله وبسالة قائدنا البطل الرئيس عبدالفتاح السيسى لظلت مصر تسير فى دوامة لا نهاية لها من الاعمال الارهابية، كما هو حادث فى سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن.

والسؤال الآن.. إذا كانت أمريكا وحلفاؤها يريدون حقا القضاء على الجماعات المتطرفة كما يدعون!! فلماذا يصرون على دعمهم للإسلام السياسى المتطرف؟ لماذا أنشأت امريكا ما يعرف بتنظيم داعش المتطرف؟ وحين حدثت كارثة أفغانستان، لماذا تركت لطالبان عتادها وسلاحها؟ هل كان الهدف من ذلك هو تسليح حركة طالبان للوقوف ضد إيران، ام ضد داعش، أم ان هناك علاقات خفية سوف تظهر مستقبلا؟

وتحيا مصر.