رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

 

 

 

بعد ثلاثة أيام سيحل عيد الفلاح الذى نسيناه، وبالتحديد فى التاسع من سبتمبر، ورغم أن مهنة الفلاحة تعد من أقدم المهن التى مارسها المصريون وبرعوا فيها، ورغم أن الفلاحين هم الذين يستحوذون على العدد الأكبر من سكان مصر على مر التاريخ، إلا أن حظ الفلاح فى السينما المصرية شحيح بشكل غريب، وعندى تفسير سأقدمه بعد قليل. لكن تعالوا أقص عليكم سريعًا أهم الأفلام التى تناولت الفلاح وقضاياه على الشاشة الفضية بامتداد القرن العشرين لندرك كيف لم تتعامل السينما مع الفلاح بما يليق بدوره المحورى فى إطعام الملايين على مر العصور.

لعل فيلم (زينب) الصامت الذى عرض عام 1930 هو أول فيلم تدور أحداثه كلها تقريبًا فى الريف المصري، ورغم أن الفيلم مفقود حاليًا، لكن من حسن الحظ أن مخرج الفيلم محمد كريم أعاد تقديمه مرة أخرى عام 1952 عندما نطقت السينما، وأغلب الظن أنه لم يغير كثيرًا فى أحداثه. والفيلم مأخوذ عن أول رواية مصرية وعربية وهى رواية (زينب) التى كتبها محمد حسين هيكل باشا وصدرت سنة 1914.

يعد فيلم (لاشين 1938) للمخرج الألمانى فيريتز كرامب من الأفلام المهمة التى تناولت حياة الفلاحين المصريين والضيم الذى يلحق بهم، حيث تدور الأحداث فى القرن الثانى عشر الميلادي.

فى عام 1939 عرض فيلم (العودة إلى الريف) للمخرج أحمد كامل مرسي، ولعب بطولته محمود ذوالفقار ومطربة العواطف ملك، وهو الفيلم الوحيد الذى مثلته، وللأسف فهذا الفيلم مفقود أيضا، لكن واضح من اسمه أنه يتناول قضايا الفلاح، لكن المفارقة أن هناك فيلمًا عراقيًا يحمل الاسم نفسه عرض عام 1963 للمخرج العراقى فالح الزيدي!

لم ينس الموسيقار الأعظم محمد عبدالوهاب نصيبه فى إطراء الريف من خلال مشاهد قليلة فى نهاية فيلمه (يوم سعيد 1940)، حيث تشدو أسمهان من ألحانه أغنية (محلاها عيشة الفلاح)، بينما يستعرض يوسف وهبى لقطات مهمة عن أجواء الريف فى فيلمه (ليلى بنت الريف 1941) مع ليلى مراد! ويواصل يوسف وهبى اهتمامه بالفلاحين فيلعب بطولة فيلم (عاصفة على الريف 1941) للمخرج أحمد بدرخان، وهو مفقود أيضا بكل أسف.

أما نجيب الريحانى فقد قدم مشاهد جميلة عن الريف وفساد ناظر العزبة فى (سى عمر 1941)، ويعاود عبدالوهاب الإطلال على الفلاحين فى فيلمه الكوميدى اللطيف (ممنوع الحب 1942)، ثم قدم المخرج عبدالفتاح حسن فيلم (أرض النيل 1946) الذى شارك فيه أنور وجدى وعقيلة راتب وجورج أبيض، وهو مفقود، ثم عاد المخرج نفسه لينجز فيلم (ابن الفلاح 1948) لمحمد الكحلاوى وتحية كاريوكا.

بعد ثورة يوليو 1952 اهتم السينمائيون إلى حد ما بالفلاح المصرى ومشكلاته مع الأرض الزراعية وظلم كبار الملاك أو المؤسسات الزراعية الحكومية، فشاهدنا أفلامًا مثل (ابن النيل 1951)، و(فى سبيل الحب 1954)، و(الحرام 1965)، و(يوميات نائب فى أرياف)، و(الزوجة الثانية 1967) و(الأرض 1970) و(مراهقة من الأرياف) وغيرها، ومع ذلك يظل عدد الأفلام التى استعرضت قضايا الريف ومشكلات الفلاح قليلة بالقياس إلى الأفلام التى تبحر فى عظام المدينة، والتفسير سهل، إذ إن دور السينما كلها موجودة فى المدن، ومعظمها فى القاهرة والإسكندرية، كما أن مرتادى السينما من أهل المدن أيضا، وبالتالى يغدو الاهتمام بمشكلات الناس فى المدينة هى التى تضمن إقبال الجمهور، فنروج الصناعة وتتراكم الأرباح.

تبقى لدى ملاحظة مهمة وهى أن السينما اعتمدت بشكل عام منطق السخرية من الفلاح المصرى ومن سذاجته وثيابه وطرائقه فى الكلام، وهو أمر محزن لا ريب، لذا أتمنى أن نعيد الاعتبار للفلاح على الشاشة، وفى الحياة.