رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

مع بداية هذا الاسبوع احتضنت العاصمة العراقية بغداد «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» بمشاركة مصر والأردن وتركيا وإيران والسعودية والكويت وقطر والإمارات وفرنسا، إضافة إلى الجامعة العربية، ومجلس التعاون الخليجى، ومنظمة التعاون الإسلامى، وقد عقد هذا المؤتمر لبحث سبل التعاون المشترك بين الدول المشاركة حول مجموعة من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

ومن الجدير بالذكر.. أنه منذ قرابة عقد من الزمان لم تشهد عاصمة بلاد الرافدين اجتماعًا بهذا الحجم، يضم عدة وفود من دولة الكويت، وقطر، ومصر، وتركيا، والأردن، والإمارات، والسعودية، وإيران، وفرنسا. ومن اللافت للنظر ان سوريا لم تكن حاضرة فى هذا المؤتمر، وقد قال وزير خارجية العراق فى تصريح له إن غياب سوريا عن المؤتمر لم يكن لأسباب عراقية، مؤكدًا على أن العلاقات العراقية السورية جيدة، وقد أعرب سيادته عن امله فى طرح المسألة السورية للحوار مستقبلا باعتبار ان استقرار سوريا يؤثر بالضرورة على امن واستقرار العراق.

وللحقيقة.. فان مؤتمر بغداد فى تقديرى هو رسالة تحذير لقوى الظلام الداعمة للإرهاب والتطرف، فقد شاهدنا جميعا ما حظ به هذا المؤتمر من دعم رؤساء الدول المشاركين خلال كلمتهم وتأكيدهم على توحيد الجهود لحفظ أمن واستقرار المنطقة، بالإضافة لتبادل الاستثمار ومكافحة جائحة كورونا والأضرار المناخية. وأخص بالذكر موقف الرئيس ماكرون والتأكيد على حرص بلاده على التعاون المشترك من اجل أمن واستقرار العراق، كما لا ننسى موقف الرئيس بايدن رغم عدم مشاركة بلاده فى المؤتمر فقد اشاد سيادته باستضافة العراق هذه القمة الناجحة، كما أكد على ان هذه النوعية من الدبلوماسية سيكون لها أهمية أكثر مستقبلا.

وعن الجانب المصرى.. فقد أكد الرئيس السيسى فى كلمته خلال المؤتمر على ان مصر تنظر ببالغ التقدير للإنجازات التى تحققت فى العراق بقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى، لا سيما ما حققه الجيش والأجهزة الأمنية من دحر للإرهاب، والقضاء على مشروع داعش الظلامى، والحفاظ على وحدة العراق وأمنه، وقد أعرب سيادته عن رفض بلاده كافة التدخلات الخارجية فى شئون العراق، فضلا عن وقوف مصر سندًا ودعمًا لجهود الحكومة العراقية بما يمكنها من الاضطلاع بمهامها فى صون أمن واستقرار العراق، وحماية مقدرات شعبه ووحدة أراضيه.

وللحقيقة.. فقد سعدت كثيرا بالترحيب الكبير الذى حظى به الرئيس السيسى فى لقائه بالسيد مصطفى الكاظمى رئيس الوزراء العراقى، والذى أكد خلاله على تقدير بلاده للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقى، وتطلعه لتعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى مع الأردن، للاستفادة من تجربة مصر النجاح على صعيد بناء مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية المستدامة والمشروعات القومية ونقلها إلى العراق، خاصةً فى مجال البنية التحتية والطاقة الكهربائية.

ولا يفوتنى.. أن اشيد باللقاء الذى عقد على هامش المؤتمر بين الرئيس السيسى وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، فى أول لقاء جمع بينهما بعد سنوات من التوتر على خلفية الأوضاع السياسية، فقد أكد الرئيس السيسى خلال هذا اللقاء على حرص بلاده على التعاون المتكامل من أجل الخير والبناء والتنمية ودعم التضامن العربى فى إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، كمبدأ ونهج استراتيجى راسخ للسياسة المصرية.

وفى ذات الإطار أعرب الأمير تميم عن تقديره للتطورات الإيجابية التى شهدتها العلاقات المصرية القطرية، كما أشاد بما تم فى الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات واستئناف أطر التعاون بين البلدين، وكذا حرص بلاده على تعزيز التباحث مع مصر حول سبل توطيد العلاقات الثنائية، خاصة فى ضوء الدور الاستراتيجى والمحورى الذى تقوم به مصر تحت قيادة الرئيس السيسى فى سبيل ترسيخ أمن واستقرار المنطقة العربية.

كل الامنيات ان تنتهى اجراءات الصلح بين مصر وقطر على أكمل وجه، وان يتفهم الجانب القطرى حسن نية الرئيس السيسى ورغبته فى المزيد من التعاون المشترك مع كافة الاشقاء العرب على اساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى شئون الغير.

وتحيا مصر.