رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا شك أن وزارة التربية والتعليم تحاول جاهدة إصلاح خلل غير مشهود فى كافة دول العالم وظل هذا الخلل على مدار عقود طويلة وكانت له تداعيات فى منتهى السلبية والسوء على النظام التعليمى المصري، وفتح الباب على مصراعيه لامبراطور الفيزياء وملك اللغة العربية ونجم الرياضيات الأول، وأصبح صراع الدرجات يحكم ويسيطر على عقول الجميع وفتح الباب لتجارة الدرجات والدروس الخصوصية ولشاومى ورفاقه من موردى الغش الجماعي، بل وانتشرت عدوى صراع الدرجات والتقديرات والدروس الخصوصية للجامعات فى قمة الهرم وإلى مرحلة الحضانة فى قاعدة الهرم التعليمي، ولم يكن من المتصور أبدا حصول طالب على مجموع 100%، وكانت الفكاهة المصرية حاضرة بأن المدرس قد لا يستطيع الحصول على هذه النسبة فى مادة تخصصه.

إذن كنا جميعا متضررين، التعليم الجامعى متضرر بقبول طلاب حاصلين على نسب زائفة وغير معبرة عن مستواهم العلمى الحقيقي، والطالب متضرر ومقتنع تماما أن هذا ليس مستواه التعليمى ويستكمل سيناريو الخلل فى التعليم الجامعى وفى النهاية مستوى خريجى الجامعات لا يقارن بمثيله العالمي، وكان هذا النظام وتلك الثقافة تفرز خريجين يحصلون على شهادة إتمام الدراسة الجامعية ومعها شهادة بطالة لوجود فجوة تعليمية حقيقية بين مستوى الخريج وتأهيله ومهاراته ومتطلبات سوق العمل الحقيقة فكان غالبية خرجى الجامعات يبدأون البحث عن كورسات تعليمية جديدة لتعلم مهارات حقيقية تؤهلهم لسوق العمل.

وكغيرها من التحديات التى اقتحمتها الدولة فى السنوات الأخيرة، كان التحدى ولا يزال هائلا لتصحيح هذا الخلل، وبالفعل بدأت الخطوات منذ سنوات لكى تصحح كافة الأخطاء الهيكلية لمنظومة الثانوية العامة والتعليم المؤهل للقبول بالجامعات. وحقيقة فقد بذلت الدولة ووزارة التربية والتعليم جهودا مضنية عبر تحديث وتطوير البنية التحتية وتأهيل المعلمين، وخلال الأعوام الأخيرة قامت الوزارة بجهود جبارة لتوفير مصادر حديثة وبديعة للتعلم وسط ظروف وباء دولية، على مدار عامين، كان لها تأثيرات سيئة على كافة القطاعات فى مختلف دول العالم.

كنت فى انتظار نتائج الثانوية العامة المصرية التى أعلنت منتصف هذا الأسبوع وأقدم تهنئتى لكافة أبنائنا المجتهدين مع تمنياتى بحظ أفضل لمن لم يوفق فى هذه الفرصة وهى ليست نهاية العالم بالقطع، وبالطبع أوافق تماما على اعتبار هذه الدفعة تاريخية، ويكفى هزيمة امبراطوريات الدروس الخصوصية ومافيا التسريبات والغش. أتمنى أن تكون ضربة البداية الحقيقية لتصحيح المفاهيم والثقافة البالية بدءا من مصطلح كليات القمة وحتى امبراطوريات سناتر الدروس الخصوصية مرورا بحالة التوتر غير المبررة للطالب ولولى الأمر ولوزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام والمعاملة الخاصة لتلك السنة الدراسية التى لا تتجاوز كونها سنة دراسية عادية ضمن رحلة التعليم والتنمية الشخصية لأبنائنا، ولا تحدد بالضرورة مستقبله الاجتماعى أو المادى فليس هناك ضامن لمستقبله، بعد الله، غير الاجتهاد والمثابرة وتعلم المهارات الحقيقية المطلوبة فى سوق العمل المحلى والعالمى فى عالم سريع التحول والتطور.

 أتمنى أن تكون سنة تاريخية حقيقية وتعود الدراسة فى المدارس لا فى السناتر، وأن تعود المدرسة محرابا للعلم، وتعود للمدرس قدستيه وعزته، وأثق فى جهود الدولة لإصلاح حقيقى لأحوال المعلمين وتأهيلهم لمواكبة التطور العالمى وطرق التدريس الحديثة، وأتمنى أن يعود للطالب وولى الأمر رشدهم وأن يراهنوا على التعلم الحقيقى والمعرفة الحقيقية واكتساب المهارات الفكرية والتحليل المنطقي، وليس الرهان على استدعاء المعلومات وهو أدنى مراحل التعلم. أتمنى أن تقدم الوزارة رؤية مبكرة للعام القادم وتعمل على تنقية وتنقيح المناهج لتلائم التطور العالمى والشهادات الدولية ومخرجات التعلم الحديثة. أتمنى أن تكون نهاية حقيقية لامبراطور الفيزياء الذى يراهن على صراعنا على الدرجة وتسميتنا الجائرة للثانوية العامة بالبعبع ووصفها بسنة الرعب، ويبدأ موسمه فى شهر أغسطس من كل عام ويستنزف طاقاتنا المادية، وأؤمن تماما أن التعليم الحقيقى سيكون حلنا لكافة مشكلات مصر التنموية بلا شك.

----

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد