عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

خلال عقود متعاقبة، انتظرنا كثيرًا، تلك اللحظة الفارقة، التي نرى فيها سقوطًا مدويًا لـ«تجار الدين» و«محترفي الدعوة» و«متخصصي التريند»، الذين أصابوا الخطاب الديني بالجمود.

هؤلاء «الدعاة» و«الشيوخ» الذين كانوا ملء السمع والبصر، بخطبهم الحماسية، وبرامجهم وإعلاناتهم، وأنشطتهم «الدينية» و«التجارية»، بدأوا فعليًا مرحلة الانزواء والأفول وانحسار الأضواء، بعد أن «طفحوا» على السطح لأكثر من ثلاثة عقود.

منذ سنوات وكثير من شبابنا يعيش في «مستنقع البهتان»، والمغالاة، ومتاهة الأفكار الشاذة، والفتاوى العجيبة، والأفكار المنحرفة، على يد بعض متصدري المشهد الديني، رغم أن جزءًا منهم، ليسوا سوى «أدعياء»، أو «أشباه علماء»!

بسبب هؤلاء «التجار»، لم يستطع أحد الاقتراب من الخطاب الديني «المتكلس»، لوجود إشكاليات تعيق عملية التجديد، بدءًا بمفهوم الخطاب الدعوي، ومرورًا بضعف منهجية الاختيار وطريقة العرض، وليس انتهاء بقصوره في التواصل مع التراث الأصيل.

لكن الإشكالية الأبرز نراها تتمثل في نُدْرة العلماء الحقيقيين «الربانيون»، ولذلك نلحظ أن كساد «سوق الدعوة»، كان سببًا رئيسًا في تحول هؤلاء «التجار»، إلى مجالات أخرى، بعد «سقوطهم»، واستجدائهم المستميت للخروج من غياهب النسيان.

لعل آخر فصول هذا السقوط المدوِّي ما حدث مؤخرًا في جلستي محاكمة «خلية داعش إمبابة»، لنرى «محمد حسين يعقوب» يهيل التراب على نفسه، وعلى الفصيل الذي يمثله.. حتى أنه تبرَّأ منه مؤقتًا للخروج من المأزق!

كما جاءت شهادة «محمد حسان» البليغة والفصيحة، متناقضة تمامًا مع أفكاره وأدبياته، التي دافع عنها دائمًا، ليعزز قناعاتنا، بأن كثيرًا من «أتباع» التيار السلفي، يمارسون سياسة «المرونة» أو «التكيف المرن»، التي أطالت بقاءهم، وساعدت على انتشارهم، وحفظتهم من تلقي الضربات الاستئصالية، كباقي نظرائهم!

نعتقد أننا الآن نعيش فترة تصحيح انتقالية، لإقصاء «إسلام السوق»، المتجسد في «الدعاة الكوول»، أو جيل «وحوش الدعوة»، أو حتى «مفتولي العضلات»، الذين حولوا الدعوة والدين إلى سلعة استهلاكية و«بزنس» ناجح، في ظل تضخم ثرواتهم، مقابل أحاديثهم المتملقة عن التواضع.. ولذلك فشلت محاولاتهم في الصمود أمام وعي وإدراك المتلقين، الذين أسقطوا عنهم هالة الوقار وهَيْبَة العلماء!

أخيرًا.. يقول عيسى بن مريم عليه السلام: «الدنيا داء الدين، والعالِم طبيب الدين، فإذا رأيتم الطبيب يجرُّ الداء إلى نفسه فاتهموه، واعلموا أنه غير ناصح لغيره».. كما أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: «لا تجعل بيني وبينك عالِمًا مفتونًا بالدنيا، فيصدك عن طريق محبتي، فإن أولئك قطَّاع طريق عبادي المريدين».

فصل الخطاب:

يقول الإمام عليِّ: «اتقوا الفاسق من العلماء، والجاهل من المتعبدين.. أولئك فتنة كل مفتون».

[email protected]