رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

انتشرت فى الآونة الأخيرة أخبار مختلفة لنماذج من العنف الأسرى هزت الرأى العام المصرى لبشاعتها وغرابتها على مجتمعنا المصري، وعلى الرغم من وجود الجريمة منذ بدء الخليقة، لكن ما نشاهده ونقرأ عنه فى الوقت الحالى من جرائم عنف أسرية تدق ناقوس خطر مجتمعى حقيقى، ويجب يقدم لنا علماء الاجتماع وعلم النفس المصريين تحليلا ودراسات تحدد الدوافع وراء زيادة معدلات تلك الجرائم، وتفسر لنا لماذا غاب التراحم والتسامح بين الكثيرين وبين أفراد الأسرة الواحدة، كما يجب الانتباه إلى ضرورة التثقيف والتوعية التى طالبنا بها مرارا وتكرارا للمقبلين على الزواج لبيان وتوضيح قدسية الزواج كرباط اجتماعي.

 ثمانينيات القرن الماضي، كانت البداية لتناول وسائل الإعلام المختلفة أول جريمة قتل زوجية، فى واقعة شهيرة حكم فيها على الزوجة -المتهمة- بالإعدام شنقاً جراء قتل زوجها، ودون الدخول فى تفاصيل تلك الواقعة التاريخية ومدى تشابهها مع ما يحدث الآن من تناول لتلك القضايا عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة ومنها القضايا الأخيرة التى تحولت بين عشية وضحاها إلى « تريند» ، فإن الغريب فى الأمر تلك الصورة الركيكة التى تناولتها منصات التواصل الاجتماعى للجرائم التى وقعت مؤخرا، والكثير من الصفحات عبر منصة التواصل الإجتماعى «الفيسبوك» التى تناولت القضايا فى إطار من الكوميديا الساقطة السطحية رغم خطورة هذا التناول، دون النظر بعين جدية فى السبب وراء كثرة حدوث تلك النوعية من الجرائم، التى تهدم كيانات أسرية هى أساس بناء المجتمع المصري.

 ولا يمكن لنا فصل تلك الجرائم عن مشكلة ارتفاع عدد حالات الطلاق فى السنوات الأخيرة بين مختلف الفئات دون ارتباط ذلك بالمستوى الاجتماعى أو المستوى التعليمي، وربما يكون احدى الروابط المشتركة بين قضايا العنف الأسرى وارتفاع نسب الطلاق هو انتشارها بين فئات صغيرة فى السن وحديثى الزواج نتيجة لغياب التوعية بين المقبلين على الزواج أو المتزوجين حديثا، ومن المؤكد أن هناك الكثير من الأسباب الفرعية التى ساهمت بشكل أو بآخر فى تفاقم تلك الأزمة التى تواجه الأسرة المصرية، وعلى رأس قائمتها منصات التواصل الإجتماعي، وبعض البرامج الاجتماعية التى تناقش القضايا الزوجية، وتساهم فى خلق نوع من التحزب والندية بين الرجل والمرأة داخل المجتمع المصري، وتتخذ من تلك القضايا الأسرية، خاصة بين الأزواج، المادة الخام لفقراتها الإعلامية، واستباحت على مدار السنوات الماضية استراتيجية التأجيج والإثارة من أجل البحث عن التريند وتصدره ، بدلا من التوجيه والتوعية الصحيحة.

رغم تعدد تلك القضايا مؤخرًا، إلا أنها تبقى حالات فردية ولا يمكن تعميمها فلا زال الخير فى المجتمع المصرى موجودًا ولا زال الكثيرون يتمسكون بأعراف وتقاليد رصينة راسخة يجب علينا العمل على إعادة نشرها وتعزيزها وتأهيل أبنائنا المقبلين على الزواج فهم أمانة فى أعناقنا، ولا يجب أن نكتفى بتربيتهم وتعليمهم ونسعى جميعا لدخولهم أفضل الجامعات والتحاقهم بأفضل الوظائف فقط، ولكن وجب علينا مساعدتهم على تكوين أسر صالحة لبناء مجتمع سوى ومتماسك اجتماعيا، وسبق أن تقدمت بمشروع لتأهيل المقبلين على الزواج وحان الوقت لتتبناه وزارة التضامن الاجتماعى والأوقاف والأزهر وغيرها من المؤسسات المعنية بالدولة.

ونهاية لابد من العمل على تجديد الخطاب الدينى الموجه لشبابنا وتقديم توجيه اجتماعى ودينى وتقديم رؤى جديدة وحديثة تدعم الترابط الأسري، وتعزز التراحم، وتساعدهم على إيجاد حلول للمشكلات الاجتماعية حال حدوثها، لكى يحد ذلك من تأثيرات سلبية لمنصات التواصل الاجتماعى المختلفة وبعض البرامج الاجتماعية فى الراديو والتليفزيون، كما آن الأوان أن تكون هناك آليات محددة للرقابة على المحتوى سواء الإعلامى أو عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة لضمان الأمن والسلم الاجتماعى لمجتمعنا المصري.

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد