رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

 

 

 

يتعجب المرء من هذا السيل المنهمر على صفحات التواصل الاجتماعى فى مديح الطلاق، حيث يؤكد المادحون أن انفصال الزوجين خير وأبقى من أجل مصلحة الأبناء! بينما يصرخ آخرون (اتطلقوا يا جماعة من فضلكم)، والسبب الذى يرفعه أولئك وهؤلاء فى الحث على الطلاق هو انتشار ظاهرة العنف بين الزوجين لدرجة تؤدى إلى القتل، بغض النظر عمن القاتل: الزوج أم الزوجة؟

 

قبل أن أكشف فساد هذه الدعوات وقصورها عندى خمس ملاحظات ينبغى تحريرها فى البداية:

< يحظى="" الرجل/="" الزوج="" فى="" مجتمعاتنا="" بدعم="" كامل="" من="" القوانين="" والتقاليد="" والعادات="" والأعراف،="" بينما="" حظوظ="" المرأة/="" الزوجة="" شحيحة="" للغاية،="" فيتمادى="" الرجل="" فى="" جبروته="" وفرض="" ما="" يريد="" بكل="">

< الارتفاع="" المخيف="" فى="" تكاليف="" المعيشة="" يدمر="" أعصاب="" الرجل="" وزوجته،="" فيشعل="" البيت="" بالعراك="">

< إصرار="" الحموات="" على="" التدخل="" كثيرًا="" فى="" حياة="" الأبناء="" يمزق="" الأسرة،="" وتذكر="" معى="" تلك="" الأفلام="" التى="" تفضح="" بسخرية="" دور="" الحماة="" فى="" إفساد="" الحياة="" الزوجية="" (الأسطى="" حسن/="" الحموات="" الفاتنات/="" حماتى="" قنبلة="" ذرية/="" حماتى="" ملاك/="" اعترافات="" زوج)="">

< التكدس="" البشرى="" المتزايد،="" حتى="" صارت="" مساحة="" الفراغ="" أملا="" بعيدًا="" يبحث="" عنه="" كل="" إنسان،="" ومن="" ثم="" يشعر="" الزوجان="" بالاختناق="" الدائم="" فى="" البيت="" والشارع="" والحارة="" والعمل="" والمواصلات،="" فلا="" يحتمل="" أى="" منهما="" نفسه="" بعد="">

< إقدام="" الرجل،="" بكل="" أسف،="" على="" انتقاد="" زوجته="" بقسوة،="" وأحيانا="" بغباء،="" إذا="" تصرفت="" بشكل="" لا="" يرضيه،="" الأمر="" الذى="" يسمم="" حياة="" الزوجة،="" فالمرأة="" يعتريها="" التوتر="" الشديد="" إذا="" تلقت="" انتقادًا="" من="" أى="" رجل:="" أب/="" أخ/="" زوج/="" رئيسها="" فى="" العمل،="" وتلك="" قصة="" أخرى="" سأشرح="" أسبابها="" يومًا="">

ومع ذلك هناك أمر بالغ الأهمية يشجع على استحضار الطلاق بسهولة والتحريض على اقترافه عندما يدب الخلاف أو يتفاقم، وهو أن كلًا من العريس والعروس يقبل على الزواج وفى العقل الباطن لكل طرف إمكانية التحرر من هذا (القيد الزوجي) إذا لم يحقق لى السعادة، فالشرع يبيح الطلاق، فما الذى يجبرنى على البقاء فى علاقة زوجية لا تمنحنى سوى الغم؟ هنا تكمن المشكلة الكبرى، وهى فى ظنى أننا محرمون من فضيلة (تقديس الأسرة والحياة الزوجية والأبناء)، لأن راية الطلاق معلقة فى سقف غرفة النوم يمكن إشهارها بسهولة، وبالتالى على الذين أدركتهم نقمة الخلاف أن يسارعوا إلى المأذون قبل أن تسيل الدماء على السرير أو فى الصالون أو المطبخ!

إن رخصة الطلاق المستقرة فى عقول الناس ووجدانها هى المشكلة، ورغم أنه أبغض الحلال عند الله، إلا أنه أيسر الحلول عند الناس، بعكس أشقائنا المسيحيين، فالطلاق لديهم يكاد يكون منعدمًا، إلا فى ظل ظروف قاهرة، فلماذا لا نسمع عن العنف الزوجى بين المسيحيين؟ هل لا يكابدون أوضاعنا المعيشية البائسة نفسها؟ بالتأكيد لا، ولكنى أظن أن الفتاة والشاب المسيحيين يقبلان على الزواج وهما يعلمان علم اليقين أنه لا انفصال مهما جرى، وبالتالى يتحلى كل من الرجل والمرأة بحكمة تؤهلهما لمواجهة الصعاب مهما تكاثرت واشتدت، فلا مفر من البقاء معًا، والأولاد هم المستقبل، لذا علينا أن نعمل من أجل تنشئتهم فى أسرة سوية.

ليتنا نتعلم فنون الصبر، والتعامل مع مشكلات الحياة الزوجية بحكمة لتجاوزها، لا لكى يصبح يسيرًا على أى طرف أن يمزق الأسرة، مهرولا نحو المأذون بعناد ضاربًا عرض الحائط بمستقبل الأبناء.

إن من لديه أبناء ويسعى إلى الطلاق ويصر عليه إنسان أناني، لا يرى سوى مصلحته القريبة المباشرة، على الرغم من أنه لن يعيش أكثر من مجموع عمر أبنائه الذين يدمر أجهزتهم النفسية حين يحرمهم من النمو بين أبوين متفاهمين متصالحين، ولن نطمع فى أبوين عاشقين!