رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

خلال العقدين الأخيرين، شهدت «صناعة الصحافة» تراجعًا كارثيًا، بسبب الأزمة المالية الخانقة التى تشهدها منذ سنوات طويلة، لتعكس بوضوح ما تتعرض له من خسائر فادحة، وباتت فى أمَسِّ الحاجة إلى ما يشبه المعجزة فى معركة الصمود من أجل البقاء.

تراجعٌ ملحوظٌ فى المبيعات والتوزيع، أو على مستوى موارد الإعلانات، والتكلفة العالية فى الورق والأحبار والطباعة والأجور، وكذلك المنافسة القوية مع المواقع الإلكترونية، والتأثير الكبير لمِنَصَّات التواصل الاجتماعي.

أزمة حقيقية اضطُرت معها صحف عريقة حول العالم، مثل «نيويورك تايمز» و«ذا أوبزرفر» و«ذي إندبندنت»، و«الحياة اللندنية»، و«السفير» و«المستقبل» اللبنانيتين إلى إيقاف نسخها الورقية والاكتفاء فقط بالإلكترونية.

مؤخرًا ثار جدل كبير لم تنتهِ آثاره بعد، بسبب قرار الهيئة الوطنية للصحافة بإيقاف النُّسَخ الورقية لثلاث صحف مسائية، وتحويلها إلى مِنَصَّات إلكترونية.. فى سابقة هى الأولى من نوعها، وربما لن تكون الأخيرة!

قرار «صادم» استقبله الصحفيون بحسرة كبيرة، أعاد للواجهة المستقبل الغامض للصحافة الورقية، حيث اعتبره كثيرون آخر مسمار فى نعشها، فيما استقبله البعض بالترحيب، إيذانًا ببزوغ فجرٍ جديدٍ للعصر الإلكتروني.

إن فلسفة إصدار «الصحف المسائية» تكمن فى تقديم محتوى إخبارى مهم للقارئ، لم تستطع «الورقية الصباحية» اللِّحاق به، ولذلك يحتاج الأمر إلى التذكير بأنه فى العالم الإلكترونى لا توجد إصدارات مسائية.. وأخرى صباحية؟!

ثمة أسئلة أخرى تتعلق بمصير مئات الصحفيين وغيرهم فى تلك الصحف، أو التى لم يُصبها الدور بعد.. فهل يكون القرار مقدمة لمصير محتوم لإصدارات ورقية أخرى، أم أنه يعني إقرارًا بانعدام نسب التوزيع، أو استنفاد أهداف إصدارها، وفشل أي محاولة لتطويرها؟!

نتصور أن موضوع مستقبل الصحافة الورقية، المطروح منذ سنوات، بات محسومًا في الغرب تقريبًا، حيث يوجد ما يشبه الإجماع، على اقترابه من الصفحة الأخيرة، وبات مصيرها «الوجودي» مهددًا بشكل غير مسبوق، بسبب انخفاض المبيعات والاشتراكات وانصراف المعلنين، وتحول غالبية القراء إلى العالم الرقمي.

وبما أن الصحافة الورقية أصبحت في حالة موتٍ سريري، بعد سنوات من دخولها غرفة العناية الفائقة، فلم يعد يُجدي نفعًا انتظار تشييعها ببكائيات حادة، حزنًا على دورها «التنويري» وجهودها التي بدأت منذ ما يقارب قرنين.

أخيرًا.. لكي تستطيع الصحف الورقية الصمود والبقاء لفترة أطول، يجب دعمها بحلول مختلفة وغير تقليدية، من خلال رفع سقف الحرية، وتقليل عصا الرقابة، وكذلك إعادة النظر في المحتوى، وتغيير القوالب الجامدة، لتكون تعبيرًا حقيقيًا وصادقًا عن رأي الناس، لا أن تكون صوتًا واحدًا متطابقًا.

 

فصل الخطاب:

 

قال «الشاعر أحمد مطر» لزوجته: (اسكتي)، ولابنه: (انكتم).. صوتكما يجعلني مُشوّش (التفكير)، لا تَنْبِسَا بـ(كلمة)، أريدُ أن أكتُب عن (حرية التعبير)!