رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم فى قصيدته الخالدة «مصر تتحدث عن نفسها»

« نظــــر الله لى فأرشــد

 أبنائى فشدوا إلى العُلا أى شدِ

إنمـا الحــق قــوة من قـوى الديـ

ـان أمضى من كل أبيض هـندي

قــــد وعـــدت العـــلا بكــل أبـــي

من رجالى فأنجزوا اليوم وعدى «

من وصف الوزير «سامح شكرى» بأسد الخارجية المصرية، أحسن وصفا، المراحل الاستثنائية فى تاريخ الشعوب تستوجب وزيرا استثنائيا، ومدرسة الخارجية المصرية مولفة على إنجاب فطاحل، سامح شكرى نموذج، ويضرب المثال فى الدفاع عن الحقوق المصرية التاريخية فى مياه النيل .

وزير شرس، صارم، دبلوماسى من طراز رفيع، مقاتل عنيد ،  يكسب جولاته برؤية سياسية شكلتها إرادة سياسية حاضرة فى المحافل الدولية، ونعم الدبلوماسيون الأشداء، السيسى يحسن اختيار سفرائه.

شكرى من مدرسة الدبلوماسية الشرسة فى الدفاع عن المصالح الوطنية، كلمة مصر بلسان شكرى أمام مجلس الأمن ( الخميس الماضى ) حملت رسائل محددة وفق توجيهات محددة من قيادة سياسية مخلصة تخوض واحدة من أشرس معارك مصر الوجودية ، متسلحة بحب الوطن ، والموت استشهادا فى سبيل الوطن أسمى أمانينا ، قيادة ممتحنة صابرة ، تنسج موقفها بصبر وأناة ، وكل الاحتمالات مفتوحة والخطوط الحمراء ثابتة فى الأرض تصعق المتجاوزين .

كلمة مصر بلسان شكرى أصابت هدفًا، وعبرت حرفيًا عن موقف مصرى صلب وقوى وثابت لايقبل الدنية ، حافظًا للحقوق ، مدافعًا عن الوجود ، وخلاصته لسنا ضد إقامة السد الإثيوبى طالما لايضر بحصة مصر التاريخية متدفقة من أعلى الهضبة الإثيوبية، وإذا حدث الضرر.. كل الخيارات مفتوحة.. مصر لاتهدد ولكنها تبرهن على قدرتها على حفظ حقوقها بكبرياء وطن عظيم ، يملك جيشًا عظيمًا ، قوة الحق ، وعناية الله جندى  !

 رسالة للعالم من المنصة العالية ، من مجلس الأمن ، بأن مصر دولة تدافع عن حقوقها لا تستهدف شركاء النهر، ولا تسعى لتعويق ما تسميه الآلة الدبلوماسية الإثيوبية الكذوب ، التنمية ، آلة ذات صرير مزعج ، مدعومة من خارج الهضبة ، الحق فى التنمية، ترجمته حقك وحقى ، لاضرر ولا ضرار ، وباب التعاون واسعًا وباب الأذى ضيق ، فلا تدخلونا مدخلا ضيقا لن تحتملوا تبعاته ، يحمل العالم مسؤوليته عن أية احتكاك فى الحوض يهدد السلم والأمن العالمى فى منطقة هشة ، رخوة من تحت قواعد السد الحزين .

شكرى جسد القضية «قضية وجودية»، مصر تدافع عن الحق فى الحياة، ولن ترهن حياة شعبها الأبى لكائن من كان، وستدافع عن حقوقها حتى آخر قطرة من دماء المصريين ، المصريون مولفون على مثل هذه المواجهات ، وعصر الشهادة مسجل باسمهم ، وياما دقت على الرءوس طبول .

أحسن الوزير سامح شكرى صنعا باستخدام اللغة الإنجليزية فى التعبير عن الشواغل المصرية، حتى لايساء ترجمة الرسالة المصرية، رسالة واضحة محددة، تجسد قوة الموقف المصرى، وتهافت الموقف الإثيوبى، وتجاوزه لكل الأعراف المستقرة، والمعاهدات التاريخية، والميل للاستقواء، والصلف، وليسوا أهلا لهذا الاستعلاء ، شعب طيب تسلطت عليه فى غفلة من الزمن عصبة من مجرمى  الحرب .

قضيتنا مستدامة ،  ليست قضية عابرة تمر مرور الكرام ، ستمر على أجسادنا ممدة فى عرض النهر ، « الأرض لو عطشانة، نرويها بدمانا، عهد علينا وأمانة، تفضل بالخير مليانة» ، قضيتنا لن تستقيم إلا باتفاق ملزم وقانونى تشهد عليه المنظمة الأممية وترعاه الجماعة الدولية وعليه شهود عدول فى مواجهة عدو ماكر ناكر لكل العهود والمواثيق ، قضية السد مستدامة استدامة تدفق النهر، وسيتدفق بقوة الحق ورعاية السماء، وعناية الله جندى.

عدالة القضية فى احترافية طرحها، وكم قضايا عادلة أهدرت بفعل عنتريات العاملين عليها، أخد الحق صنعة، وحرفة دبلوماسية بعيدة جدا عن البغبغات الكلامية التى يتزيد بها بعض الذين باعوا القضية قبلا، ورفعوا أيديهم عاليا فى أيدى ميليس زيناوى تخزق عين الوطنيين من فرط الخيانة الوطنية ، صورتهم محفوظة وجوه كالحة ودماء مالحة ، باعوا النيل بثمن بخس ، ليشربوا بثمنها لبنا ، نذكركم بوفد الدبلوماسية الشعبية ، ذهبوا يبحثوا عن صفقة لحوم مسمومة وعادوا بخفى حنين ، يجرون أذيال الخيبة ، خبتم وخاب مسعاكم ، فلا ترسموا أنفسكم أبطالا وانتم من كنتم تخون وطنكم فى المضاجع الاثيوبية ، وكله مسجل عليكم صوت وصورة ..

الوزير شكرى رجل دولة مسؤول، وليس ناشطا حايح على لايك على فيس بوك، ورجال الدولة قدرهم يحملون أوزار المراهقين الذين هرعوا لتقبيل الرءوس فى أديس أبابا نكاية فى قائد الضربة الجوية الأولى فى نصر أكتوبر العظيم ، نكاية فى مبارك الذى يترحمون الان على موقفه فى قضية السد، وهم أول من باعوه فى مزاد الوطنية، ولايزالون ولا يختشون، معلوم اللى اختشوا ماتوا!

لم تمر الدولة المصرية بمثل هذا الموقف العصيب تاريخيا، ولم تتجمع السحب السوداء فى سماء المحروسة بإذن ربها ورعايته سبحانه وتعالى، كما تتناطح فتحدث برقا يخيف أصحاب القلوب الضعيفة حذر الحرب.

ظرف زمان اسْتِثْنائيّ، فى سياقه وتحدياته ومتطلباته، الحمد لله الذى قيد لنا قائدا حكيما وقيادة حازمة، وجيشا عظيما من ضلع شعب عظيم، وفى الواجهة تتألق الدبلوماسية المصرية وتجتهد فى بيان الحق المصرى، وشرعيته الدولية.

لسان وطنى مبين، يضع النقاط فوق الحروف التى شاهت بفعل فاعل، متمنطقة بالصبر، وطول البال، مع الحزم الواجب إذا ما ادلهمت الصورة، وبرزت أنياب صفراء، وسال لعاب، لكنهم لا يعلمون أن لحم المفاوض المصرى مسموم، وسيفه مسلول، ولسانه صريح، وباطنه كظاهره شريف، وخبرته فى المفاوضات المزمنة، فى طابا وكامب ديفيد، أكسبته دربة فى اجتياز المفاوضات الماراثونية دون تهديد ووعيد.. بالحسنى وزيادة.