رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات


 

لكلٍّ مِنَّا حياته الخاصة وسماته الشخصية وبيئته الحاضنة التي تختلف من شخص لآخر.. لكننا ربما نتشارك جميعًا في أننا نخوض حربًا قاسية مع أنفسنا، نواجه فيها مرارة الأيام والظروف، وغَدْر الأشخاص، بصبرٍ تنوء بحمله الجبال.
ربما يمتلك الكثيرون وجهًا آخر، أو قِناعًا يختبؤون خلفه، لإخفاء بعض الخدوش التي تشوِّه حقيقتهم، حتى لا يكتشفها غيرهم من «المُتَنَطِّعين» الذين يُشْغِلون أنفسهم بتتبُّع أدق تفاصيل وأسرار حياة الآخرين.
لكن، هناك خيطٌ رفيعٌ يفصل بين الاهتمام والإهمال، أو الشَّغف والفضول، لا يعرفه هؤلاء المنشغلون «بِكَ»، خصوصًا إذا كنتَ حريصًا على الكتمان أو غامضًا بالنسبة لهم.. لتبقى «أنتَ» وظيفتهم الأساسية في الحياة!
هؤلاء «الحمقى» يجتهدون كثيرًا للإجابة على الأسئلة الستة للخبر الصحفي «ماذا، مَن، متى، لماذا، أين، كيف».. فَيُنْفِقُون أوقاتهم وجهدهم وربما أموالهم، للبحث والتحليل والنقل والإضافة، خصوصًا ما يتعلق بمشاعرك أو حياتك الشخصية!
وما بين «الاهتمام المفاجئ» و«الكرم الحاتمي» في «التطفل»، لم يسأل هؤلاء «البؤساء» أنفسهم: هل تحبون غيركم أكثر من أنفسكم، وهل العمل على حل مشاكلكم وتحسين حياتكم وتحقيق أكبر قدر من السعادة لكم أَوْلَى.. أم الآخرين؟!
هؤلاء «الطفيليون» يُصَدِّرُون لنا صورة مغايرة لحقيقة قلوبهم السوداء وحقدهم الدفين ونواياهم الخبيثة، بأنهم مثاليينن صادقين لا يخطؤون.. فهم متديِّنون صالحون، وأمناء ناصحون.. دوافعهم خيِّرَة لإصلاح غيرهم، لكنهم في الحقيقة يأمرون الناس بالبر ويَنْسَوْنَ أنفسهم!!
إذن، الحاصل أن «التطفل تشابَهَ علينا»، ولم يعد بإمكان أحد التمييز بين البشر، ويصبح كل شيئ مستباحًا، لكثرة «الحِشَرِيين» أصحاب «الخدمات الإنسانية»، و«المتطوعين بالمجان»، الذين لا يكتفون بالانشغال بأنفسهم وأعبائهم!
لقد أصبحت حياتنا مستباحة، بإرادتنا أو رغمًا عنَّا، وباتت خصوصياتنا مرتعًا خصبًا لفضول «المتلصصين»، الذين لو وَجَّهُوا طاقاتهم وجهودهم وأوقاتهم لأنفسهم، لأصبحوا في مكانة أخرى يُغْبَطُون عليها.
إن الإنسان «العاقل» يبحث دائمًا عن تلمس أوجه الخير في الحياة، وغَضّ الطرف عن «سَوْءَات وعَوْرات» الآخرين، الموجودة بطبيعة الحال في كل مجتمع بشري، حتى يكون مختلفًا عن محترفي كشف المستور للتفتيش عن التُّرَّهَات والزَّلَّات والعَثَرات، أو أولئك المولَعين بانتهاك حُرْمَة الحياة الخاصة لغيرهم.
أخيرًا.. انتقل زوجان لمنزلهما الجديد، الذي يُطل على بيت جارهما، المرتبط معه بحديقة مشتركة، وعندما أطلَّت الزوجة من النافذة، تعجبت من اتساخ الغسيل على حِبال الجيران، وأخبرت زوجها أن جارتها تشتري أرخص المساحيق.. وظلت لمدة شهر تردد ذلك في كل مرة ترى غسيل جارتها، ثم تفاجأت ذات يوم بنظافة الملابس، ليخبرها الزوج أنه تمكن هذا الصباح من تنظيف زجاج النافذة التي تنظر منها!!

فصل الخطاب:

 يقول الشاعر «العباسي»  سلم بن عمرو: «مَن رَاقَبَ النَّاسَ ماتَ هَمًا».

[email protected]