رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بخصوص محنة سد النهضة، وإصرار الجانب الاثيوبى على موقفه المتعنت من مسألة الملء الثانى لسد النهضة، دون الالتفات لأى نداءات من العديد من الدول التى حاولت اثناءها عن موقفها. هذا الموقف جعلنى قلقا كثيرا وربما أكون متشائما.

بينما تجرى محاولات عديدة من الدول العربية لإثناء اثيوبيا عن هذا الموقف المتعنت، الا ان هناك إصرارا غريبا من اثيوبيا على خطتها فى مسألة الملء الثانى لسد النهضة، وبدون التوصل لأى اتفاق بينها وبين مصر والسودان. وهنا يأتى سؤال مهم، يا ترى ما الدول الكبرى التى تساند اثيوبيا فى هذا الموقف ويجعلها متعنتة إلى هذا الحد؟؟ هل هذه الدول تسعى لإشعال النار بين اثيوبيا ومصر والسودان بما يترتب عليه من دمار وخراب على طول خط النيل؟؟ ام ان المقصود هو ضرب مصر والسودان تنفيذا للمشروع المعروف باسم الربيع العربى؟؟

هذا الموقف المتعنت سواء من جانب اثيوبيا ام من جانب الدول المساندة لها تجاه مصر والسودان، جعل مصر والسودان يقومان شبه يومي بتدريبات عسكرية عديدة، سواء مع دول عربية اخرى ام دول اجنبية، فالحاصل ان هذه التدريبات العسكرية شبه اليومية خاصة فى الجانب المصرى تدور على جميع الجوانب سواء القوات الجوية ام البرية ام البحرية، الامر الذى يجعلنى اشك كثيرا، فربما تضطر مصر والسودان للجوء للعنف مع اثيوبيا تجنبا للأضرار التى قد تصيب البلدين جراء الموقف الاثيوبى المتعنت.

هل يا ترى كل هذه التدريبات العسكرية التى تدور من حين لآخر، هى طبول حرب ونذير بالخراب والدمار القادم إلى المنطقة؟؟ ام ان تلك التدريبات مجرد نوع من التخويف والردع، فى رسالة شديدة اللهجة للجانب الآخر حتى يثنيه عن موقفه المتعنت، فمن المعروف ان أى حرب ستدور بين مصر والسودان من جانب واثيوبيا من الجانب الاخر، ربما تنضم اليها دول اخرى عديدة، وبالتالى فإن الدمار والخراب سوف يشمل العديد من دول المنطقة، كل هذا بسبب تعنت وضيق افق الجانب الاثيوبى.

وللحقيقة.. فلم يظهر حتى الآن من الدول الكبرى أى موقف حازم تجاه مشكلة سد النهضة الاثيوبى، فلم يخرج عن تلك الدول الا مجرد تحذيرات لا تأثير لها على الجانب الاثيوبى، بل العكس فكلما زادت مطالبات الدول الكبرى لإثناء اثيوبيا عن موقفها المتعنت فإنها تزداد إصرارا هى وحلفاؤها على إشعال الموقف بينها وبين مصر والسودان، إلى حد اعلان مصر للطيران عن طلب اثيوبيا وقف العمل بتأشيرات الدخول عند الوصول والتأشيرات الإلكترونية بشكل مؤقت، دون الكشف عن أسباب هذا التوقف أو مدته بالتحديد.

وغنى عن البيان، إن أمريكا تحديدا حاولت التدخل سواء فى عهد الرئيس السابق ترامب الذى بذل مجهودا يشكر عليه، فقد دعى جميع الأطراف للحضور إلى امريكا تحت اشرافه شخصيا، وكاد ان يتوصل جميع الأطراف لاتفاق حول مسألة ملء السد، الا ان اثيوبيا فرت هاربة ولم توقع الاتفاق. هذا الدور لم يكن الوحيد، وسواء فى حكم الرئيس الحالى بايدن والذى سعى من جانبه لتهدئة الموقف، حتى يجنب المنطقة الاثار التى قد تترتب على حدوث أى صراع مسلح، ورغم هذا كله فلم يكن لأى من تلك التحركات أى دور ايجابى فى اثناء اثيوبيا عن موقفها المتعنت.

صحيح ان اثيوبيا حاليا بها مشاكل عديدة سواء بين بعض طوائف الشعب، ام من ناحية الانتخابات التى تجرى حاليا، ولكن هذه المشاكل لا تستدعى تمسك اثيوبيا بهذا الموقف المتشدد بما سيؤثر على المنطقة بأسرها.

حمى الله مصر والسودان من شرور الحرب وما قد يترتب عليها من خراب ودمار. وتحيا مصر.