رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كان ومازال شرط إسرائيل للتفاوض مع الفلسطينيين، هو أن توحد الفصائل الفلسطينية صفوفه وكلمتها ليختاروا رئيسًا لهم، ثم بعد ذلك تتم المفاوضات لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وحجة إسرائيل فى ذلك أنه لا يمكن التفاوض مع عدد من الفصائل الفلسطينية المختلفة، البعض يوافق ويرفض البعض الآخر، وهكذا فإن إسرائيل منذ سنوات مصممة على عدم التفاوض إلا بعد توحيد الصف الفلسطينى.

فى أعقاب الأحداث الأخيرة التى وقعت فى قطاع غزة وراح ضحيتها العديد من الفلسطينيين بين قتيل ومصاب، استطاعت مصر تهدئة الموقف الملتهب بين إسرائيل والفلسطينيين، دارت مفاوضات كثيرة بين رئيس المخابرات المصرية ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من جهة، والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى، واستطاعت مصر التوصل إلى الاتفاق على وقف العنف بين الجانبين، تمهيدًا لبدء التفاوض من أجل إقامة دولة فلسطين.

ما حدث أن مصر منذ ذلك الحين وهى تسعى لرأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية حتى يصلوا فيما بينهم إلى رأي واحد ورئيس واحد، يتم التفاوض من خلاله مع الجانب الإسرائيلى لإيجاد حل للقضية الفلسطينية. وعلى الجانب الآخر كانت الخلافات قائمة فى الداخل الإسرائيلى بين وزير الدفاع الإسرائيلى نفتالى بينيت وبنيامين نتنياهو، من أجل تشكيل حكومة جديدة، وبالفعل توصل بينيت إلى تشكيل حكومة جديدة تضم تيارات اليمين واليسار والوسط وأحزابًا عربية بعد إخفاق نتنياهو فى تشكيل الحكومة.

المهم.. إن السيد بينيت وهو يمينى متطرف قد قام بعرض الحكومة الجديدة على الكنيست الإسرائيلى حتى تحظى بثقة الأعضاء، وبالفعل أعلن الكنيست يوم الاحد الماضى موافقته على تلك الحكومة. وفى المقابل ورغم تصريحات السلطة الفلسطينية من أن سياسات الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بينيت لن تتغير كثيرا عن سياسات سلفه نتنياهو، وتأكيد حركة حماس على موقفها تجاه إسرائيل، إلا أن الاجتماعات الدائرة بين الفصائل الفلسطينية التى كان من المزمع عقدها فى مصر بداية هذا الأسبوع، قد توقفت دون إبداء أسباب أو حتى يحدد موعد آخر لها.

الحاصل حاليًا.. إن إسرائيل قد انتهت من تشكيل الوزارة الجديدة، الا أنه مازال الخلاف قائمًا بين الفصائل الفلسطينية خاصة الفصيلين الكبيرين فتح وحماس وهما الفصيلان الأكثر شعبين فى فلسطين، وطالما أن هذا الخلاف سيظل قائما هكذا بين الفلسطينيين، فلا أمل فى أن تتم أى مفاوضات فلسطينية اسرائيلية، وحتى لو افترضنا جدلا أن الفلسطينيين استطاعوا توحيد الصف فيما بينهم وتشكيل جبهة واحدة من بينهم، ولابد من التحدث من جديد، خاصة وأن هناك وزارة جديدة، فسوف نبدأ من أول السطر فى مشوار إسرائيل وفلسطين.

وفى تقديرى.. أن هناك بعض الفصائل الفلسطينية التى لها علاقات طيبة مع إسرائيل، وستظل دائما تحاول الوقيعة بين جموع الفلسطينيين وتظل الفرقة بين الفصائل الفلسطينية، هكذا هو الوضع الحالى لأننا منذ بداية المشكلة الفلسطينية التى طال أمدها من عشرات السنين هى الفرقة الفلسطينية وعدم الاتفاق على رأى واحد أو قرار واحد بينهم وأظن أن ذلك كله بتحريض من إسرائيل لبعض الفصائل.

هكذا.. فإن مصر قامت من جانبها بكافة المجهودات المطلوبة لإعادة بناء ما تهدم نتيجة العدوان الإسرائيلى الأخير، وأرسلت إلى الفلسطينيين معونات كبيرة وكثيرة وكذا معدات البناء المطلوبة لإعادة إعمار غزة، هذه الصورة متكررة منذ زمن بعيد، إسرائيل تهدم غزة ومصر بمعاونة باقى الأشقاء من الدول العربية يعيدون البناء، وهكذا فإن هذه الحلقة ستظل دائرة دون حل، وكأن لسان حالنا يقول (إنهم قد اتفقوا أما نحن لا).

وتحيا مصر.