عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

لم يعد بالإمكان السيطرة على جُموح «الميديا الاجتماعية» المُرْعبة، التي أغرقتنا منذ سنوات، في عالم افتراضي مُخيف، يُحاصرنا من كل اتجاه، خصوصًا ما بعد «يوتيوب»، والانتشار غير المسبوق لبرنامج «تيك توك».

خلال العامين الأخيرين، لاحظنا بوضوح، انتشارًا واسعًا، وتنافسًا شرسًا، بين عَصْرَين، بعد بزوغ نجم عالم الفيديوهات القصيرة «تيك توك» الذي اقترب عدد مستخدميه من مليار شخص، لتزداد «سخونة» المنافسة مع «يوتيوب».

هاتان المِنَصَّتَان، رغم أهميتهما ومزاياهما الكبيرة، إلا أنهما انحرفتا عن مسارهما الطبيعي، ما جعلهما في تصنيف مِنَصَّات الفضائح.. بما تقدمانه من محتوى هابط وساذج، يبعث على السخرية و«السخافة» و«قلة الأدب»!

عندما نتابع ما تعرضه المِنَصَّتَان «الفاضحتان»، نلحظ تفوقهما على سيناريوهات أفلام الخيال العلمي.. ولذلك أزعم أنني لستُ واحدًا من متابعي «المُرْتَزَقة الجُدُد»، أو المتأثرين بهم.. ولو لمجرد التسلية فقط!

كثير من هؤلاء «المُرْتَزَقة» أصبحت «بضاعتهم»، الاستخفاف بالقِيم والإفراط في التجاوز، وابتكار واستخدام مشاهد و«إفيهات» مبتذَلة، على طريقة «الجمهور عاوز كده»!

إسفافٌ وتَدَنٍ واضحَان، نراهما نمطًا مكررًا لمشاهد سينمائية توضع حشوًا في الأفلام الهابطة، لضمان شباك التذاكر «كامل العدد».. والنتيجة «تهريج سخيف»، ومؤشر خطير يعكس مستوى الانحطاط القيمي والأخلاقى.

للأسف.. أصبح الكثيرون من مستخدمى تلك المِنَصَّات يعانون من فوبيا الشُّهْرة والأرباح، تحت شعار «مِدْ علشان نلحق التريند»، بعد أن أُسيئ استخدامها بشكل فاق حدود اللامعقول، وباتت عالَمًا من الـ«فوتو شوب» لشخصياتٍ مشوَّهة نفسيًا.

ما يشغل هؤلاء «المُرْتَزَقة الجُدُد»، هو الانتشار السريع، ليصبحوا «تجار لايك وشير وتفعيل زر الجرس»، غير مُبَالين بممارسة أبشع أنواع الأذى النفسى، والتلوث السمعى والبصرى، والانتهاك المُتَعَمَّد لخدش الحياء.. بما يقدمونه من محتوى غير صالحٍ للاستهلاك الإنساني!

لعل المتابع لكثير مما يُقَدَّم عبر تلك المِنَصَّات، يصل إلى قناعة تامة، بأننا نحتاج إلى سنوات ضوئية طويلة لنلحقَ بساكنى الجزء الغربى من الكرة الأرضية، الذين يستخدمونها بحسب وظيفتها الأساسية.

«فقاعات» من الدُّمَى والأراجوزات تقدم محتوى «اللاحاجة»، وتحقق نسب مشاهدة بالملايين، لتحقيق حلم الثراء السهل والسريع، بعيدًا عن الأخلاق والقِيَم، ولو عن طريق «الفهلوة وتفتيح الدماغ»، والإثارة، والابتزاز العاطفى والجنسي!

إذن.. الأمر أصبح فوضويًا، غير محكوم بضوابط وأخلاق، أو أعراف وتقاليد.. وبالتالى تكمن أخطر تداعياته فى خَلْقِ مجتمعٍ، يعتاد شيئًا فشيئًا على المحتوى الهابط، ليصبح أسلوب حياة.

أخيرًا.. عندما نجد هؤلاء «المُرْتَزَقة الجُدُد»، هم أصحاب القوى الناعمة ونجوم الصف الأول، بما يقدمونه من «تفاهات وسخافات»، يُكَرَّمون ويُحْتَفى بهم على الفضائيات، فلا أقل من نُقِيمَ عليهم مأتمًا وعويلًا!

فصل الخطاب:

يقول تعالى: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا.. الذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ فى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا».

[email protected]