رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

الخلاف حول مكانة وصفة وعلم الكندى، يعقوب بن إسحاق (185 256هـ) تعود إلى القرن الثالث وظلت حتى العصر الحديث، صاحب الفهرست (ت 438هـ) قال: ويسمى فيلسوف العرب»، وكان يراه من الفلاسفة الطبيعيين: «إنما وصلنا ذكره بالفلاسفة الطبيعيين إيثارا لتقديمه لموضعه فى العلم»، وابن أبى أصيبعة (ت 668هـ) وصفه فى كتابه عيون الأنباء فى طبقات الأطباء، مرة بفيلسوف العرب، وأخرى بفيلسوف الإسلام: «ولم يكن فى الإسلام فيلسوف غيره احتذى فى تواليفه حذو أرسطوطاليس». ومع هذا كان يراه طبيبا، وعده ضمن طبقات الأطباء العراقيين. الأطباء النقلة الذين نقلوا الطب وغيره من اللسان اليونانى إلى اللسان العربى».

وشككوا فى أسلوبه وبلاغته وقدرته الأدبية، قال الشهرزورى (القرن 7هـ) فى كتابه تاريخ الحكماء نزاهة الأرواح وروضة الأفراح: «ذكر أبوسليمان السجزى أنه اجتمع هو وجماعة من الحكماء عند الملك أبى جعفر بن بوية بسجستان، فجرى حديث فلاسفة الإسلام، فقال الملك: ما وجدنا فيهم على كثرتهم من يقوم فى أنفسنا مقام سقراط وأفلاطون وأرسطوطاليس، فقيل له: ولا الكندى؟ قال: ولا الكندى، فإن الكندى على غزارته، وجودة استنباطه، ردىء اللفظ، قليل الحلاوة، كثير الغارة على حكمة الفلاسفة».

وقد تبنى ابن أبى أصيبعة (ت 668هـ) بكتابه عيون الأطباء، التشكيك فى تصانيفه بعلم المنطق قال: «وقال القاضى أبوالقاسم صاعد بن أحمد بن صاعد فى كتاب طبقات الأمم عن الكندى عندما ذكر تصانيفه وكتبه»، قال: «ومنها كتبه فى المنطق، وهى كتب قد نفقت عن الناس نفاقا عاما، وقلما ينتفع بها فى العلوم لأنها خالية من صناعة التحليل التى لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل فى كل مطلوب إلى بها، واما صناعة التراكيب، وهى التى قصد يعقوب فى كتبه هذه إليها، فلا ينتفع بها إلا من كانت عنده مقدمات عتيدة، فحينئذ يمكنه التركيب، ومقدمات كل مطلوب لا توجد إلا بصناعة التحليل، ولا أدرى ما حمل يعقوب على الإضراب عن هذه الصناعة الجليلة، هل جهل مقدارها، أو ضن على الناس بكشف، وأى هذين كان، فهو نقص فيه، وله بعد هذا رسائل كثيرة فى علوم جمة، ظهرت له فيها آراء فاسدة، ومذاهب بعيدة عن الحقيقة».

والمسعودى(ت346هــ) ذكر فى مروج الذهب، قصيدة تطعن فى ايمانه، وتتهمه بالإلحاد: أبا يوسف إنى نظرت فلم أجد/على الفحص رأيا صح منك ولا عقدا..وصرت حكيما عند قدم إذا امرؤ/بلاهم جميعا لم يجد عندهم عندا..اقترن إلحادا بدين محمد/لقد جئت فينا با أخا كندة إدا.. وتخلط يونان بقحطان ضلة/لعمرى لقد باعدت بينهما جدا».

الحكايات كثيرة، والخلاف لم يحسم حتى اليوم عن مكانته، البعض يراه أول فلاسفة العرب، والبعض الآخر يضعه فى خانة العلماء والأطباء، لكنهم هناك اتفاق حول دوره فى التمهيد لمن جاء بعده من الفلاسفة بما ترجمه ونقله عن فلاسفة اليونان.

[email protected]