رؤية
أسأل نفسى أحياناً: هل تنجح أجهزة ومؤسسات أى دولة فيما لم تنجح فيه للتغيير ــ للأسف ــ تعاليم الأديان العظيمة لتصويب وتغيير السلوكيات والأخلاقيات والقيم السلبية عند البعض منا؟
هناك ــ للأسف ــ أداء اجتماعى جديد شكلته ثقافة اجتماعية تكلست جذورها حتى صارت مكونًا لعادات وتقاليد يومية تُمارس ببساطة ودون إبداء أى حرج ملحوظ !!
اليوم تنتشر فى البلاد ثقافة اجتماعية أنتجها المجتمع وباتت تشكل متغيرات فى التركيبة الخاصة السابقة للمواطن المصرى.. والتى من بينها كأمثلة وعناوين:
< هوه="" ليه="" ليلنا="" صار="" نهار="" ونهارنا="" ليل؟="" !="" «="" إلى="" حد="" صعوبة="" الحصول="" على="" أى="" خدمة="" قطاع="" خاص="" قبل="" أن="" ينتصف="" النهار="" فى="" إهدار="" للوقت="" غير="" مبرر="">
< هوه="" ليه="" الاستسهال="" والفهلوة="" وهدف="" المكسب="" السريع="" وافتقاد="" الجودة="" صارت="" ظواهر="" وعلل؟!»="" إلى="" حد="" التأثير="" على="" مستوى="" آليات="" التنافسية="" فى="" بعض="" منتجاتنا="" السابق="" تميزها="">
< هوه="" ليه="" معاناتنا="" بتزداد="" من="" انتشار="" ظواهر="" الغش="" بكل="" نوعياته="" ومجالات="" تفعيله="" ووجوده؟!!="" ما="" بات="" يؤثر="" على="" مصداقية="" المنتج="" السلعى="" والمنتج="" الإنسانى="">
< هوه="" ليه="" تزايد="" وتصاعد="" مظاهر="" وأحداث="" ممارسة="" العنف="" ضد="" المرأة="" وضد="" الطفل="" بأشكال="" وصور="" جديدة="" غير="" مسبوقة؟!..="" إلى="" حد="" بات="" يؤثر="" تربوياً="" وعاطفياً="" وإنسانياً="" على="" صلابة="" الكيان="">
فضلًا عن مظاهر ممارسة التعصب والتنمر والتمييز والكراهية والتطرف والعبث بالمال العام وإهدار الوقت والحرص على الإثراء السريع دون استحقاق وتفعيل علوم الفهلوة والدجل والتزييف وغيرها..
وفى النهاية تعد كل تلك الظواهر وتناميها مع وجود ظاهرة التناسل الهوجائى الذى يجتاح التنمية، فى مؤشر كاشف عن عدم اتساق الثقافة الاجتماعية المصرة على كثرة الإنجاب مع معايير العقل التى تقيم إمكانيات البلد وخطط التنمية التى لا ينبغى التأثير السلبى عليها..
أخيرًا، يا مؤسسات المجتمع المدنى.. يا أحزاب.. يا مراكز البحوث واستطلاع الرأى.. يا إعلام.. يا شباب التواصل الاجتماعى.. يا مؤسساتنا الدينية.. يا مؤسسات الثقافة.. يا صناع الدراما.. يا كل أهل الإبداع.. أظنكم جميعًا تتابعون ازدياد مساحات الممارسات الفوضوية وتنامى القيم السلبية فى الشارع المصرى.. أرجوكم وباسم الأجيال القادمة العمل الجاد وبتعاون منجز لتشكيل منظومة وطنية لعودة القيم الإيجابية النبيلة.. إنها معركة هامة ومشوار ضرورى ينبغى الوصول إلى نهايته بكل سرعة وحماس..
لايمكن تصور ألا تتوقف كل تلك المظاهر ونحن نعيش فى زمن الإنجازات العظيمة الرائعة مع حكومات ما بعد ثورة 30 يونيو.. إزالة عشوائيات وتوفير بدائل رائعة حضارية للسكن والحياة الكريمة.. مبادرات ومشاريع لمعالجة والارتقاء بمظاهر دعم جودة الحياة فى القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، والذهاب لتطبيق نظم التأمين الصحى الشامل وتطوير لآليات ونظم التعليم وإصلاح اقتصادى.. فى جمهوريتنا الجديدة لا ينبغى وجود أصحاب تلك الممارسات السلبية المعطلة لإعادة البناء.