رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

تعددت النكسات، والنكبات واحدة.. وكأن قاموسنا العربي الذي أُسقطت منه أرض فلسطين، لا يحوي سوى ثلاثية الاستنكار والإدانة والشجب، الموجودة في فصل «إبراء الذمم»!

الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي قلبها القدس وغزة، تئن من استمرار آلة البطش «الإسرائيلية»، في انتهاك مفضوح لكل الأعراف والمواثيق الإنسانية والدولية والأخلاقية.

ما يجري في فلسطين عمومًا، والقدس وغزة خصوصًا، ليس إلا حربًا ـ بدأت فصولها منذ عقود ـ على السيادة والحق الأزلي في الوجود، والاستمرار على هذه الأرض المباركة.

ثلاثة وسبعون عامًا من تواطؤ عالمي مفضوح، وصمت عربي مخزٍ، والنكبة الفلسطينية مستمرة.. تلاحق شعبًا مظلومًا، بات ضحية لأكبر عملية تطهير عرقي في التاريخ الحديث.

منذ منتصف مايو 1948، لم تسقط من ذاكرة الشعوب والأحرار ما تعرَّض له مليون فلسطيني، هم أهالي 1152 مدينة وقرية وضَيْعَة، عندما طُردوا قسرًا.. لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم، وآمال العودة إلى الديار في يومٍ ما!

مأساة تتواصل فصولها، لتغيير كل ما يمت بصلة إلى تاريخ فلسطين وجغرافيتها، والنتيجة مبادرات وحلول ومفاوضات وقرارات دولية، تنكَّر لها الاحتلال «الإسرائيلي»، واغتالتها قواته بدم صهيوني بارد.

اتفاقيات «مجحفة»، بدءًا من كامب ديفيد، وأوسلو ووادي عربة، وليس انتهاءً بـ«المهرجانات» الإقليمية والدولية، برعاية «الحليف الأمريكي غير النزيه»، الذي وقَّع قبل عامين قرار نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، ثم وقف دعم الأونروا!

لكن الاحتلال الصهيوني الفاشي، بارع في استخدام أساليب خبيثة من الترهيب والقتل والتشريد، لبلوغ مقاصده، بفضل «الهشاشة» العربية، والتطبيع المجاني، ولذلك لم يعد هناك أي شيء قابل للنقاش أو المساومة أو المناورة.. أو حتى للبيع!

ما تتعرض له فلسطين المحتلة، ستكون فيه حتمًا الكلمة العليا للمرابطين الذين صبروا وصمدوا وواجهوا، ورسموا قواعد جديدة للاشتباك.. ولذلك لن يستطيع الاحتلال الفاجر، مخالفة منطق الأشياء وقوانين التاريخ.

إذن، لن يتمكن الصهاينة من محو إرادة الكفاح الوطني، أو تغيير عقيدة انتماء شعب إلى أرضه، وإيمانه بحقوقه، وتمسكه بجميع أشكال النضال والمقاومة ضد الاحتلال «الإسرائيلي»، وجرائمه البشعة في التطهير العرقي والديمغرافي.

لعل أبلغ توصيف لما نحن عليه الآن، ما قالته «جولدا مائير» في مذكراتها عن حرْق المسجد الأقصى في أغسطس 1969: «لم أنم طوال الليل خوفًا من هجوم العرب علينا من كل مكان، وعندما أشرقت الشمس أدركتُ أننا نتعامل مع أمة نائمة.. نستطيع أن نفعل بها ما نشاء»!

أخيرًا.. كثيرون مرُّوا على أرض فلسطين، بدءًا بالفراعنة والآشوريين والبابليين، ثم شعوب البحر والفرس والعبرانيين والرومان والبيزنطيين والمغول والفرنجة، وليس انتهاءً بالعثمانيين والفرنسيين والبريطانيين والصهاينة.. لكنها احتفظت لنفسها دائمًا بهويتها العربية.

 

فصل الخطاب:

يقول نزار قباني: «تنامُ، كأنما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتِكْ.. متى تفهمْ، متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتِكْ»؟

[email protected]