رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

رغم استمرار جائحة كورونا فى «رمضان»، للسنة الثانية على التوالي، إلا أن أيامه تنقضى سريعًا، ومعها تكاد تختفى معالم وفلسفة الشهر الفضيل، لنتكشف بوضوح مدى تقصيرنا فى حق ديننا ومجتمعنا وأنفسنا، بكثيرٍ من الملاحظات والسلبيات، التى تتكرر كل عام.. بل ربما تتزايد عن ذى قبل.

بدأ الشهر الكريم مبكرًا كالعادة، ولا تزال أصداؤه مستمرة، بـ«روحانيات» و«إسلاميات» و«إيمانيات» لا حصر لها، تتنفسها منصَّات التواصل الاجتماعي، المزدحمة بكمٍ هائلٍ من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، التى تُزَيِّن «بروفايلات» الصائمين!

ربما أكثر ما يلفت الانتباه، فى «شهر الله»، هو تفشى ظاهرة «التدين الرقمي»، حيث أصبحت تطبيقات الهواتف الذكية، ذات طابع ديني، للتذكرة بأوقات الصلاة، أو السنن والأذكار والأدعية، لتنمية المشاعر الإيمانية ورسْم هالةٍ روحانية.

ما إن تبدأ يومك خلال شهر رمضان، حتى تستيقظ على أدعية متسلسلة لمدة ثلاثين يومًا، ومعها رسائل مكررة، يتم إعادة إرسالها للمئات، أو العشرات على أقل تقدير، ثم تذهب إلى العمل لتجد حالة عامة من الكسل والتراخى و«الأنتخة» تساعد على انتشار «النميمة» لشغل وقت الفراغ!

فى أحسن الأحوال، يستهلك كثير من الصائمين وقت العمل بشكل «ديني»، سواء أكان بالصلاة وقراءة القرآن، أو جرعات الأذكار والتسبيح.. وبالطبع لا ننكر عليهم ذلك، لكن فاتهم أن الصوم عبادة، وأجر الصائم يتضاعف بإنجاز العمل فى الشهر الكريم.

ما إن تعود إلى بيتك حتى تبدأ رحلتك اليومية بعد الإفطار... وحتى مطلع الفجر، متنقلًا فى رحلة طويلة لعدة ساعات، ما بين التلفاز ومختلف منصَّات التواصل الاجتماعي، لترصد ممارسات خاطئة وظواهر سلبية، لا تنتهى بحلول عيد الفطر.

لقد أصبح «رمضان» زاخرًا بالعديد من الشوائب، من خلال موجة هجوم كاسح وحصار كامل لمسلسلات إعلانية، تُظهر حالة من التناقض المجتمعى الحاد، وزيادة جرعة «التسول» من خلال إعلانات التبرع بالصدقات والزكوات، مرورًا بالشقق الفارهة والشاليهات والعطور والمجوهرات، وليس انتهاء بمقاربات مؤلمة ومستفزة، ما بين مشاهد لجوعى ومرضى ومحتاجين، وآخرين مصابين بالتخمة من الثراء الفاحش!

شهر كامل من «سخافات»، تعرضها الفضائيات، صادمة للمشاعر الإنسانية، تُشعرك بأن البلاد على امتدادها ممتلئة بالفقر والعراء والأمراض والمجاعات وكافة أنواع البلاءات والابتلاءات، فى استغلال سيئ للدين والمروءة والشهامة والتكافل!

أخيرًا.. رغم أن «رمضان» أصبح شهرًا معتادًا للفتاوى و«التدين الزائف»، و«اجتهادًا» لفقهائنا الإعلاميين، ومشايخنا الفنانين، إلا أنه كرَّس استفزازًا واضحًا للصائمين، بمسلسلات، وإعلانات، وبرامج «ترفيهية» تستغبى المشاهدين، بتكاليف إنتاجية تتجاوز مئات الملايين، وأجور فاقت حدود الخيال، لبعض المشاهير!

 

فصل الخطاب:

 

يقول «الرافعي»: «فلسفة الصيام أنه فقر إجبارى يُراد به إشعار النفس الإنسانية بطريقة عملية واضحة، أنَّ الحياة الصحيحة وراء الحياة.. لا فيها، وتكون على أتمّها حين يتساوى الناس فى الشعور لا حيث يختلفون، وحين يتعاطون بإحساس الألم الواحد لا عندما يتنازعون بإحساس الأهواء المتعددة».

[email protected]