رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

رمضان أهلا مرحبا رمضان. الذكر فيك يطيب والقرآن مرحبا رمضان، فجموع المسلمين تنتظر قدومه بحب عارم وحنين جارف ويتم الاعداد لاستقباله دينيا ومعنويا وروحيا وماديا، ويتم اعداد العدة لقدوم هذا الضيف الكريم الذى يأتى كل عام مرة واحدة فقط، ولكن ما شاهدته قبيل قدوم الشهر الفضيل اثناء عرض فوانيس رمضان لا ينم عن الاستقبال المعتاد للشهر الكريم ولا ينم عن اى احتفال دينى بالمرة! إيه الحكاية؟

 لقد شاهدت بعد منتصف شهر شعبان اقامة شوادر الفوانيس والزينة التى تزين الشوارع المصرية فى قبلى وبحرى وخاصة القاهرة الفاطمية التى خرج منها كل الاحتفالات لجميع المناسبات الدينية بل وتعلم العالم منها كيفية الاحتفالات. فمنذ عدة ايام اصبت بمرض عارض جعلنى اتردد على الطبيب شبه أسبوعيا ومكان عيادته قريب جدا من قلب القاهرة الفاطمية مما ساعدنى انا ومن يصاحبنى على ان اعرج على تلك الشوادر واشاهد كعادتى مناظر الفوانيس المزركشة بجميع انواعها ومختلف ألوانها، لكننى وجدت تلك الفوانيس ولكن ليست بطعم رمضان، فقد تعودنا ان نستمع لاغانى رمضان وقدومه فى تلك الشوادر التى تبث فينا قدوم رائحة ونسمات الشهر الكريم.

 ولكن كان من اللافت للنظر وجود اغانى التكاتك والميكروباصات أذاعوها فى تلك الشوادر واغانى كثيرة لا تمت للفن بصلة وعندما سألنا القائمين على تلك الشوادر قالوا احنا عايزين كده. ولكن كانت الفاجعة ليلة الرؤية فى منطقة اخرى وهى منطقة شوادر بجوار مقام ام العواجز رضى الله عنها فكانت المفاجأة ايضا ان تلك الاغانى تسيطر على تلك الشوادر عدا شادرًا واحدًا كان يذيع اغانى رمضان الجميلة التى صاحبتنا فى مراحل عمرنا والتى تتميز بأصالة الفن المصرى العريق .

لكن ما سمعناه من اغانى لا تمت للفن بصلة ولا تليق بالشهر الكريم تشعرك انك تقف فى فرح بيئة تماما ولا تتفق مع وجود وعرض فوانيس اصيلة عريقة وهى السابقة الاولى من نوعها واول مرة تحدث فى استقبال شهر رمضان وبالنظرة التفقدية وجدنا سماعات كبيرة جدا معلقة على سور مقام الحرم الزينبى، وتذيع اغانى ام كلثوم فى ليلة حب حلوة بجوار السور بصوت عالى جدا لا يليق بمقام آل البيت ولا باحتفالات قدوم شهر رمضان.

وبجوار بضاعة هذا البائع الفطحل تجد اغانى لا تليق بأى شئ وسامحونى فى جملة من هذه الحنجوريات فأحدهم تقول بعشق امك ياروح امك والاخرى تقول كله طار فى المطار ..وغير ذلك من كلمات خارجة وجارحة.

 كل ذلك جعل الجميع يتساءل ماذا حدث للذوق العام هل اثرت الكورونا فى هرمون الذوق والتذوق للفن ام ماذا حدث؟  فمصر ياسادة كانت تحتل الصدارة فى فنون كيفية استقبال شهر رمضان التى كانت تدرس للعالم اجمع ومازالت معظم الدول عربية او اجنبية تفضل المجىء الى مصر سياحيا فى شهر رمضان لتشاهد وتشارك جميع انواع السهرات الرمضانية التى تقام خلال هذا الشهر الفضيل .ومنها الامسيات الدينية والثقافية والغنائية وغير ذلك من جميع انواع الفنون، مما اكسب مصرنا مرتبة احتفالية رمضانية تتميز بها مصر عن سائر دول العالم حيث تمتزج فيه الروحانيات والنورانيات مع عبق وقبس العادات والتقاليد والذكريات الرمضانية ذات الطابع التراثى الذى يُدخل البهجة والسكينة فى القلوب جميعها.

 ويصل الأمر إلى حد أن الأخوة الاقباط يحتفلون مع المسلمين بشهر رمضان منذ قدومه ومنهم من يقوم بشراء الفانوس وشراء الاطعمة والحلويات التى يختص بها الشهر الكريم بل ويتأثرون برحيله معنا ايضا، فالاحتفال بشهر رمضان فى مصر يختلف عن سائر دول العالم اجمع، ونرجو ان تكون هذه الحالة التى كان عليها البعض من تخبط فى التذوق الغنائى وسوء العرض ألا نراها ابدا فى الاعوام القادمة وان نعود للاصالة والعراقة الاحتفالية بما يليق بجلال الشهر الكريم ومكانة مصر التاريخية. حفظ الله مصر وتحيا مصر ورمضان كريم.