رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

«استهداف مصر».. عنوان عريض يلخص تلك التحديات التى تتعرض لها «أم الدنيا»، على مدى عقود طويلة، بشكل لم يسبق له مثيل، خصوصًا من جانب أولئك الذين يحاولون إنهاكها وإشغالها وإضعاف مناعتها واستنزاف قدراتها.

لم يعد خافيًا على أحد، وجود مشروعات شريرة ومخططات ممنهجة وشراكٍ منصوبة، لاستدراج مصر إلى صراعات مدمرة، تستنزف قدراتها على جميع الاتجاهات.. فى استهداف واضح لوجودها ومكانتها ومكتسباتها التاريخية.

ورغم أن البعض يستبعد فكرة المؤامرة، لكن الشواهد تؤكد ذلك، وإلا بماذا نفسر وجود تهديد إثيوبى حقيقى لحياة المصريين، بالتحكم فى مياه النيل، أضف إلى ذلك الطمع فى ثروات غاز المتوسط، والمحاولات المستمرة لخلق بدائل لقناة السويس التى تمثل «شريان الاقتصاد».. أو الإرهاب الأسود الذى يحاول النهش فى جسد الوطن وحدوده؟!

جبهات متعددة فى آنٍ واحد، تحاول النَّيْلَ من مصر وشعبها ومواردها، اعتقادًا من هؤلاء الخصوم والأعداء، أنهم يستطيعون تحقيق نواياهم وغاياتهم الخبيثة، فى صرف الأنظار عن أى تقدم أو تنمية، وصولًا إلى زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى.

نعتقد أن دوائر التربص تتسع وتتزايد ضد القاهرة، فى استهداف واضح لخنقها وتعطيشها، بعد تفاقم أزمة سد النهضة، وتمادى الإثيوبيين فى خططهم المستمرة بـ«السطو» على المياه، وتنفيذ مرحلة الملء الثانية، بدعم ومساندة وتمويل «غربى عربي»، للضغط على مصر وزيادة معاناتها.

وبما أن المصائب لا تأتى فرادى، فقد ظهر الوجه الحقيقى لهؤلاء المتآمرين، الذين لا يريدون الخير لمصر وشعبها، من خلال إظهار حقدهم الدفين، تزامنًا مع أزمة جنوح السفينة «إيفرجيفن» فى قناة السويس، لإيجاد بديل عن هذا الشريان الحيوى، الذى يعد رئة التجارة العالمية.

ورغم النهاية السعيدة للأزمة التى دامت ستة أيام، إلا أنها فتحت الباب مجددًا، للحديث عن مشاريع منافِسة وبديلة للقناة، من قبل أطراف إقليمية ودولية، سواء أكان من خلال الممر الروسى «البحرى الشمالي»، أو قناة «بن جوريون الإسرائيلية»، إلا أن الدرس الحقيقى الذى يجب أن نستوعبه، يكمن فى فتح باب المراجعات، حول أهمية امتلاك تقنيات جديدة، ومعدات أكثر تطورًا بمجالات القطر والشحن والتفريغ، مع ضرورة التزام أسلوب أكثر شفافية فى إدارة الأزمات، ووجود إعلام مهنى حقيقى.

أخيرًا.. نقول لهؤلاء الذين لا يعرفون حقيقة وطن راسخ، عنوانه الصمود والتحدى والإرادة، وحضارة ضاربة بعمق سبعة آلاف عام، إن حساباتهم خاطئة، ورهاناتهم خاسرة، فهم لا يدركون أن مصر هى المفتاح إلى الإقليم، والحجر العثرة أمام تحريك باقى أحجار المنطقة، وثباتها يعطل تغيير الخرائط.. إنها باختصار السد القوى والمنيع أمام الأطماع الخارجية.

فصل الخطاب:

يقول جمال حمدان: مصر ببساطة، أقدم وأعرق دولة فى العالم، وهى غير قابلة للقسمة على اثنين أو أكثر، مهما كانت قوة الضغط والحرارة.. إنها «قُدس أقداس» السياسة العالمية والجغرافيا السياسية.

[email protected]